2024
Adsense
مقالات صحفية

الثقافة الإعلامية

أحمد بن موسى البلوشي

موضوع الثقافة الإعلامية ليس بالجديد؛ بل تكلّم وكَتب عنه الكثيرون، ولأهميته وما نشاهده في الفترة الأخيرة في هذا الجانب أحببت الكتابة عنه، فالثقافة الإعلامية مصطلحٌ عرّفه دايفيد كونسيدن بأنّه: “القدرة على متابعة وتحليل وتقييم المعلومات، بالإضافة إلى القدرة على توصيل المعلومات أو الرسائل عبر وسائط إعلامية مختلفة سواء أكانت مطبوعة أم غير ذلك”، ويعرّفه البعض بأنّه: “مجموعة المعارف والحقائق ذات الصلة بالإعلام مثل: مفاهيم الخبر والتحرير والنشر والتوزيع ومفاهيم الإعلان والدعاية والإرسال والاستقبال والإشاعة وغسل الدماغ وغيرها”.

   فنحن نؤمن بأن لكل تخصصٍ أهله، ونؤمن كذلك بأنّه يوجد الكثير من الناس الذين يفهمون في مجالات أخرى غير تخصصاتهم، وهذا لا شكّ يعتمد على الفروق الفردية والثقافية لكل شخص، لكنّ المشكلة تكمن في استخدام هذا المجال بطريقةٍ غير صحيحة.

وقد يسأل البعض:
هل للثقافة الإعلامية ثقافة خاصة؟ والإجابة نعم بالتأكيد ولها ثقافة متخصصة كثيرًا، حيث نشاهد اليوم الكثير من الناس الذين يتناقلون الأخبار عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، ولا يعون مضمونها أو صحتها، فالكثير منها مغلوط ولا يمتّ للحقيقة بِصِلة، فعندما تأتيك رسالة تتكلم وتسيء للوطن أو لأي جهة حكومية، أليس الجدير بك أن تقرأها جيدًا، وتحلل مضمونها قبل أن تُرسلها لمجموعة كبيرة من البشر؟
كذلك تداول الرسائل السلبية والمحبطة أياً كان نوعها يدلّ على أنّك لا تمتلك الثقافة الإعلامية في التعامل مع هذا النوع من الرسائل، أو أن يقوم شخص بإرسال رسالة فكاهية لك تنتقص من قيمتك أنت كمواطن وتستهزئ بك، أو تقلل من شأنك، وتقوم أنت بالضحك وإرسالها لمختلف أرجاء الأرض، فهنا يظهر وعيك وثقافتك الإعلامية، فالمفروض منك عدم نشرها، لا أن تفسّر الأمور مثل ما تريد أنت أو من وجهة نظرك فقط، أو تنتقد خبرًا أو منشورًا انتقادًا لاذعًا أو مسيئًا وأنت لا تعي مضمونه وتفاصيله، رغم أنّ الرأي الآخر مطلوب ومن الجميع، وكذلك تبادل الآراء ووجهات النظر حتى يستفيد الجميع وتتضّح الصورة، أمّا أن تقوم بتحليل الأمور بصورة شخصية وتُربك الكثير من الناس فهذا يدل قطعًا بأنّك تجهل الثقافة الإعلامية في التعامل مع الأخبار المتداولة.

    وليس شرطًا بأن تكون طبيبًا أو مهندسًا أو معلمًا أو أكاديميًا أو مشهورًا ، وتكون مثقفًا إعلاميًا، فهذه معادلة ليست صحيحة، فالثقافة الإعلامية تختلف عمّا تملكه أنت من معلومات وثقافة وغير ذلك.
ولو سألت نفسك سؤالًا:
ما الفائدة التي ستجنيها أنت من إرسال خبر مغلوط أو انتقاد هدّام لعمل ما، أو ترويجٍ للإشاعات؟
وأنا واثق تمامًا بأنّ الأغلبية سيقولون نحن أصلًا لا نقرأ الكثير من الرسائل بل نعيد إرسالها للآخرين، والبعض سيقول لك لا توجد أي فائدة، فقط إعادة إرسال؛ لذلك يجب عليك أن تمتلك الثقافة الإعلامية ومفاهيمها قبل ذلك، وإلا فالصمت أفضل الحلول.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights