الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي (( التعليم والحراك الثقافي ))

أحمد بن علي المقبالي

الجزء التاسع:-
كان عن العلاقات التجارية لعمان في زمن الإمام أحمد.

الجزء العاشر: –
سوف نستعرض بإذن الله الحركة العلمية والثقافية في عهد الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي

– اهتمّ الإمام أحمد بالجانب العلمي والثقافي اهتماماً كبيراً فكان مجلسه يضمّ العديد من العُلماء والأدباء والشعراء.

– كان يصطحب في تنقّلاته وجولاته نخبةً من العلماء والأدباء والقضاة وكان يستمع لآرائهم ويأخذ بانتقاداتهم.

– لقد كان التعليم في عمان ينقسم إلى مرحلتين وهما:

أ- المدارس القرآنية.
ب- ما بعد المدارس القرآنية.

١- المدارس القرآنية:
وهي الوسيلة الوحيدة للتعلم وانتشارها يشمل معظم أراضي عمان وينضمّ إليها التلاميذ من أعمار ٦ سنوات إلى ١٤ سنة.

– يكون عدد الطلاب من ٢٠ إلى ٦٥ تلميذ.

– تكون الدراسة على شكل حلقات تستمر لساعاتٍ طويلةٍ تبدأ من طلوع الشمس وحتى صلاة العصر.

– يكون لدى الطّلاب استراحتين قصيرتين في الضّحى والظهر ليتمكن الطلبة من تناول الطعام.

– تنعقد الحلقات الدراسية كلّ أيام الأسبوع بدون توقف.

– تبدأ الإجازة الأسبوعية من ظهر يوم الخميس إلى يوم الجمعة كذلك أيام الأعياد.

– تُعقد الحلقات القرآنية في المساجد أو البيوت أو تحت ظلّ الأشجار وأحياناً تكون تحت السّبل ( مفردها سبلة وهي مظلّةٌ مبنيّة من سعف وجذوع النخيل).

– يكون في العادة مموّل هذه الحلقات القرآنية من أثرياء المنطقة وذلك تعزيزاً لمكانتهم الاجتماعية فإنهم يقومون بالإنفاق عليها.

٢- مرحلة ما بعد المدارس القرآنية:

– ينتقل خريجي المرحلة الأولى إلى حلقات دراسية أعلى حيث يجتمع فيها الرجال في المساجد لقراءة القرآن.

– يكون مستوى القراءة في هذه المرحلة أعلى بكثير من حيث المستوى من المرحلة الأولى.

– كان المنهج الوحيد في عمان هو القرآن الكريم.

– كان يُطلق على المدرّس اسم مطوّع.

– لا بد أن يكون للمعلم مساعد، في أغلب الأحيان يعيّن ابنه أو أحد الطلاب المتفوقين.

– كان نظام التعليم زمن الإمام صارماً ويبيح للمعلّم ضرب التلاميذ الذين يُسيئون التصرّف أو يتأخرون عن الحلقات الدراسية.

– لقد برز الكثير من الشعراء والأدباء في ذلك الزمن مثل الشيخ راشد بن سعيد بن بلحسن العبسي.

– وهناك الكثير من العُلماء والمؤرّخين أمثال:

١- الشيخ خلف بن سنان.
٢- الشيخ سعيد بن أحمد الكندي.

لقد أسّس الإمام أحمد نهضةً علميةً رغم بساطتها وتواضعها إلا أنها كانت الأساس والقاعدة لثورةٍ علميةٍ وثقافية آتتْ أُكُلها في عهد أبناء الإمام.

سوف نلتقي في المقال القادم بإذن الله تعالى عن علاقات الإمام أحمد بن سعيد مع بعض القبائل العمانية على ساحل عمان.

المصدر: –
– عمان في عهد الإمام أحمد بن سعيدي
١٧٤٤ – ١٧٨٣م.

المؤلف: –
فاضل محمد عبد الحسين جابر