سلطنة عُمان تحتفل بالعيد الوطني الرابع والخمسين المجيد المجيد
Adsense
فعاليات وأنشطة النبأمقالات صحفية

إلا رسول الله

نصراء بنت محمد الغماري

مرت علينا قبل أيام ذكرى عزيزة على القلوب، منيرة في الأذهان، ذات بُعد قدسي كبير، هي ولادة النبي الأعظم، محمد بن عبدالله بن عبد المطلب، صلى الله عليه وسلم، مذكرة المسلمين بموقعهم في التاريخ البشري، ومعرفة إياهم بنبيهم الكريم، الذي هو لطريق الهدى والسلام قدوة في السلوك والحياة.

هذه المناسبة التي تنتظرها القلوب، وتصطفّ لها الأجساد، مغمورة بالإطراء على سيرة النبي الكريم عليه صلوات الله وسلامه، ومتحدثة عن مناقبه وصفاته، ومستذكرة تاريخ ولادته والنور الذي صاحبه، ومتماشية مع ضرورة كونه قدوة في تواضعه وبساطته وحكمته وإيمانه بالسلام قولاً وفعلاً، على امتداد وجوده في قلب ملياري مسلم في القرن الحادي والعشرين الذي نحن فيه، كما هو الحال لدى من مروا قبلنا، ولدى مَن سيأتون مِن بعدنا.

قبيل احتفالنا بهذه المناسبة العطرة، ظهر في فرنسا صوت مسيء يعبر بالرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي الكريم، صوت يعتمد على لغة الصورة، صوت فيه من الإساءة ما يتجاوز الحقد بمراحل وأشواط، خصوصاً وأن التوقيت متناسب مع معرفة مسبقة بأن المسلمين مقبلون على مناسبة دينية، هي ولادته عليه الصلاة والسلام، والغريب أن ذلك خرج من دولة تنافح عن الحرية واحترام الأديان والمقدسات وعدم المس بها، ولكن يبدو أن الحبكة قد تم الاشتغال عليها مسبقاً، فهم لا يتركون وسيلة دون اتباعها من أجل تبيان حقيقة أن فكرهم الحقود والمنحرف تجاه نبي الإسلام لا يجف حبره، بالرسم أو القول أو الفعل أو اللمز أو الغمز، وكأنهم يجترون تاريخاً مسيحياً طويلاً عبر الزمن لم يألُ عن فعل أي شيء لإيصال رسالته القبيحة شكلاً وجوهراً.

للأسف فإن الرأي الصحفي الذي عبرت عنه الرسومات الكاريكاتورية الفرنسية، لم يكن وحده يدور في هذا الفلك، ليبرز الرأي الرسمي الحكومي مسانداً ومؤكداً ومهاجماً وقادحاً وخالطاً الأوراق بين الإسلام السلام، والممارسات الشاذة التي يرومون إلصاقها بالإسلام عن سابق إصرار ورغبة، بحجة الحرية، من خلال تشجيع بيئات التعليم على اعتبار إهانة الرموز الدينية فعلاً حراً، بينما هو ليس كذلك، ثم بعدها تجييش الرأي لتصويره دين الإسلام إرهابياً، وهمه قطع الرؤوس وقتل الأبرياء، لكن كل هذا لن يغير من حقيقة أنهم يرسمون التقبيح، ثم يلصقون بالمسلمين ما ليس فيهم؛ لأن جوهر الدين الإسلامي على مرّ التاريخ لم يكن سوى هاد للحق وفاتحٍ باب النور وغامر أتباعه بمحبات لا تعد ولا توصف.

لهذا ظهرت عناوين يمكن اختزال أكثرها شيوعاً وتأثيراً وهو (إلا رسول الله)، تعبيراً عن أنّ النبي محمداً عليه الصلاة والسلام خط أحمر، لا يمكن السماح لأحد بالمس به، باعتباره آخر الأنبياء والمرسلين ونبي الإسلام وهادي البشرية وصاحب آخر رسالة سماوية باقية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ولذلك برزت الأقلام المدافعة عنه، والرافضة هذا الفعل.
سنظل دائماً نقول لبيك يا رسول الله..
سيبقى رسول الله خطاً أحمر، ولو كره الكافرون.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights