2024
Adsense
مقالات صحفية

ازدَدتَ حُباً يا سودان “الجزء الأول”

أسماء بنت جمعة المخينية

حُكيَ لي في الصِّغر بأنّ هناك جمهورية في أفريقيا تسمى جمهورية السودان تتميّز بطِيب أهلها وطِيبة قلوبهم وحُسن أخلاقهم وقسامة فضائلهم ونزاهة طبائعهم، وأنهم يحتفظون بعراقة وأصالة تراثهم المجيد.
وفي أيامي الدارسية كانتْ معلمة الرياضيات الأستاذة سميرة سودانية الجنسية لها أسلوبٌ ممتاز جداً في توصيل المعلومة، بسلاسةِ شَرْحها وَسَعة صدرها للطالبات، وكما أحببتُ اللغة العربية كثيراً مِن أستاذتي نادية السودانية التي كانت تمتاز برجاحة عقلها وهدوء أعصابها، وأكثر ما كان يشدّني في معلماتي هو اللحن السوداني الجميل، وسماحة نُطق حروف الكلمات، لدرجةٍ تُصيبكَ صبابة الهوى ويبتليك شوقاً سمعياً لكل ذلك. وبعد فترةٍ مِن الزمن توطَدتْ علاقتي بالجالية السودانية في بلادي حتى بِتّ أراهم أبهى مَن يزور عُمان سواء كانتْ زيارة عائلية أو إقامة أو مَهمّة عمل.
عاشَرتُهم وتعرفتُ عليهم وأشرق قلبي بصداقتهم الحميمة فكنتُ مِن ضِمن الحضور في أربعينيات احتفالاتهم بمواليدهم، واجتماعاتهم العائلية في النادي السوداني الخاصّ بهم في ولايتِي، ولقد اشتُهرتُ بحبّ السودانين فصِرتُ أشبههم بخضاب الحنّاء في يديّ وروائح الطِيب والكلام المعسول اللطيف.
تعلّق قلبي بالسودانين وتغنّى لساني بحبهم، وحَنّ الفؤاد لزيارة جمهورية السودان، وكتمتُ هذه الأُمنية بين ضلوعي وثنايا هيامي, وشغف شوقي حتى تراءتْ تلك الأُمنية أمام عينَيّ حقيقةً بدون سابق طلب ولا سؤال إلا أنهم أحباب قدّموا لنا دعوةً لحضور زفاف ابنتهم في السودان، وكانت الدعوة عبارة عن تذاكر سفر لي ولعائلتي الصغيرة إلى الخرطوم لمدّة خريفية مُمتعة، لم أصدّق ما سمعتُ وما قرأت، وروعة المفاجأة التي خِفتُ عليها من الحَسد، إذ أنني كتمتُ الخَبر وأوصيتُ عائلتي الصغيرة أن يكتموا ولا يخبروا أحداً عن رحلتنا مع عِلمهم بأننا سنودّع والدينا وأحبابنا قبل السفر بنصف ساعة، وهذا ما حدث فِعلاً، فكان حال استغرابهم يقول
“السوووووودان؟ هذا طلب ورغبة المتمني إذن”؟
انطلقنا الى السودان في شهر أغسطس/آب واستقبلتنا بأمطارها الخريفية المُنعشة، والأجمل من ذلك ما لقيناه من سلاسةٍ في إنهاء إجراءات القُدوم، وحقاً ما أقول فبمُجرد أنْ أظهرنا جوازات سفرنا حظينا بدخولٍ مباشرٍ دونَ تفتيش وإني ليسُرّني أنْ أقدّم خالِص ودّي وشكري وامتناني لفئة العاملين في ذلك الوقت مِن جهاز الأمن وتخليص الجوازات، وكما أقدّم شُكري لِمن قرأ مقالتي وأدعوه لانتظاري في ” ازدَدتَ حُباً يا سودان “الجزء الثاني …♡○•°
… كونوا بخير دائماً

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights