هشاشة العلاقات
حمد بن سيف الحمراشدي
**هشاشة العلاقات الاجتماعية في المجتمع الواحد بدأت تأخذ حيزا كبيرا من الملاحظات بين الأفراد أو الجماعات فملاحظ ان الترابط الأجتماعي الذي ساد في زمن مض بدأ يقل أو يتناقص شيء فشيء وهو أمر يحتاج إلى النظر والدراسة وبشكل جدي وأهتمام بالغ .
* وربما يشعر البعض بهاجس أخذ يتعمق في ما أسميته شخصيا بعبارة( جيران بلا جيرة) ( واخوة بلا تواصل..وزماله بلا تعاون )
… وغير ذلك من الملاحظات التى تدخل في إطار هشاشة العلاقات الإجتماعية والإهتمام بالأخرين وأعظمها تلك العلاقة التى يجب أن يحرص عليها كل فرد وتهتم بها كل مؤسسة معنية في رعايتها ورفع سقف التنبيه لها وهي بر الوالدين ..
* بر الوالدين ليس كأي نوع من أنواع الترابط الأجتماعي والعلاقات بين الأخرين وإنما هي أعلى مرتبه يجب أن تكون بين الأبناء وأبنائهم
*هنا يبدو أن البعض لا يتعمق في فهم بر الوالدين مهما كانت حالتهما من ضعف الصحة والفهم والإدراك فيكفي أن نبر الوالدين من خلال أن نعلم أنهما أو أحدهما قد أخلص في رعاية الأبناء وهم صغارحيث لا يقدرون على فعل أي شيء مهما كان بسيطا.ألا برعاية الوالدين سواء كان المأكل والمشرب والملبس والتعليم والتربية وغيرها وحتى يصل الأنسان من خلال والديه إلى الأعتماد على النفس .
* ومن هنا أيضا من خلال عمق الفهم والإدراك لما يقوم به الوالدين في بداية نشأة الأبناء إلى أن يصبحوا معتمدين على أنفسهم يكفي أن يكون ذلك مبررا لبر الوالدين مع الإدراك فيما يعلمنا إياه القرآن الكريم في حب الوالدين والبر بهما ( قل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا) هنا من خلال هذه الآية نفهم المصدر في ضرورة وأهمية بر الوالدين ..
* وبالعودة إلى هشاشة العلاقات بين الأفراد والجماعات فأن ذلك يؤثر تأثيرا مباشرا في ضعف العلاقات الإنسانية وبالتالي تتباعد القلوب والرحمة وغيرها من الكثير من الصفات والأخلاقيات التى يحتاجها الإنسان
* وبالنظر إلى العلاقات بين المجتمعات على مستوى أوسع فنجد أن خلق العوائق النفسية والفكرية والمشكلات السياسية لها دور كبير في إبطاء تلك العلاقات الإجتماعيةالتى تربط الإنسان العربي والمسلم من روابط مشتركة في المكان واللغة والدين والفكر وغيرها من الأمور التى سادت أوطاننا العربية جمعيا و التى لا زالت تعيش بها ولكن بشيء من التراجع والتراخي خاصة ما شهده العالم العربي في السنوات الأخيرة من أحداث وبقي المواطن العربي يعيش حالة ترنح بين التمسك والأبتعاد ..
وهنا أكرر أنه علينا أن ننتبه جيدا أن العلاقات الأسرية والجيرة وتلاحم أبناء الأمة العربية ضروري تحتاجها الأجيال القادمة ولا بد لنا أن نبين للشباب والأطفال في زمن كهذا تلك العلاقة .و لا نتكاسل في تعليمهم مفاهيم أجتماعية صالحة ولا نفسد فكرهم بأي حال من الأحوال مهما تعاظمت الأحداث والمتغيرات الأجتماعية لكونهم هم مستقبل المجتمعات ومستقبل الأمه ..