يا قدسُ .. ليتَ شِعْري يخفِّفُ مِن ألَمي
خلفان بن ناصر الرواحي
يا بُقعةً طَهُرتْ
بالعلياءِ عزّتها
مُذ صاحَ صائِحُها
حتّى سَمِعْناها
وجعٌ ألمّ بها
فما أجبناها
قَتلوا الرَّضيع بها
فأصابَنا حَزَنٌ
حَبَسوا الشّباب بها
فأصابَنا النَكَدُ
تَرَكوا الشّيوخ، يعانوا قَهْرَ مِحنَتهمْ
قهروا الأرامل، والأيتام زُجّ بهمْ
أين النّصير لهمْ؟
عُجماً ولا عربا
عاثُوا فَسادًا فيكَ
يا بَيتِ مَقْدِسِنا
وتغافلوا لِمُصابِك
يا روح قبلتنا
يا أُمّة الإسلامِ
كيفَ الحياة إذاً؟
في هذه الأزمان
والمسجدُ الأقصى
نادى لنُنقذَهُ
يا أُمّةٌ كانتْ
للخيل ناصيةً
ببَسَالَةٍ فتحتْ
أمجاد عزّتها
بالإيمانِ والعزمِ
أُمّاهُ لا تِهِني
يا أُمّتي هُبّي.. زحفًا لنُصرتهِ
عودي بهيبتهِ.. عزًا لقُبتّهِ
ما خاب من كانَ.. بالله معتصما
يا أمّتي انتبهي
مَنْ لمْ يذُقْ نصرًا..
مِن أجْلهِ حِرصًا..
لا شكَّ قد خَسِرا
* * * * * * * * *
وأرى البِناءَ بهِ
يَنْهَدُّ مُنصَدِعًا
تَماسُكنا أضْحى
للقُدسِ مُنفَصِلا
قد يَندُبُ القلبُ
لشَتاتِ أمّتِنا
يومًا سنذكركِ
يا أمّة الأبطال
في كُلِّ يومٍ قد
يحكي الزمانُ لنا
أمجاد أمتنا
واليوم نحن نرى..
عجزاً يتيهُ بنا
وَهْناً.. يموجُ بنا..
وتَخاذُلٌ خطِرٌ
أَلَمَّ بِنا خَطْبٌ
أنفاسنا نَكَدٌ
لا نرتضِي الوَهنا
ها هُم بنو صِهْيَون..
عاثوا بأقصانا
زادتْ مَجازِرهم
دنَسوا بهيكلهم
طُهر الحياةَ هُنا
زحفوا لصخرتهِ..
بالهيكل المَزعوم..
ما كان مِن شرفٍ
يا قدس أضحيتِ..
مسلوبةً زمنا
يا قدس يا مسرى..
من كان هادينا
يا قدسنا
يا ليتَ شِعْري
يخفِّفُ مِن ألَمي
على ضياعِ أمّةٍ..
وهَنَت
بالعُرْبِ و العَجَمِ
عذرًا صلاح الدين
للقدسِ مُعْتَصَمُ
واحرّ قلباهُ..
لعودةِ الفاروق
يا ربِّ أنجدنا..
خيلًا مع الأبطال
كي ترجعِ الأوطان..
بالفارسِ الأَرِبِ