هلوسات
لينا الخصيبية
لم يستطع النوم، فرك عينيه بشدة، حاول العودة للنوم ولكنه لم يستطع، كانت الليلة حينها بدرا،،
أمسك بإبهامه وسبَّابته قلمه ذا اللون الأزرق الذي احتفظ به منذ ثلاث سنوات، والذي عادة ما يستخدمه إلا في ظروف خاصة.
” إليكِ عزيزتي..
أكتب لكِ في هذا الوقت بالتحديد، وقد شارفت نسمات الهواء تداعب أوراق البيذام، آمل رؤيتك في المقهى الذي تعرفينه جيدا، سأكون في الطاولة نفسها، الساعة الرابعة مساء.
*******
الساعة الثالثة مساء، رأى نفسه من خلال الزجاج المقابل له وقد ارتدى دشداشته البيضاء والتي تزينها خطوط زرقاء عند الرقبة، أعاد ترتيب مِصَرِّه المزخرف بنقوش دقيقة.
الساعة الرابعة مساء، نظر إلى ساعته ذات ماركة الرادو.
لم تعتد أن تتأخر، ربما هناك عرقلة في السير.
الساعة الخامسة، السادسة، وهو ما زال ينظر من خلال الزجاج المحاذي له، والمطلّ مباشرة على موقف السيارات. لن تأتي.
في طريق عودته، لمح مقبرة قديمة، حينها فقط تذكّر أنه تركها بيديه هنا داعيا لها بالرحمة والمغفرة.
هناك فقط دعا في سرِّه أن تعود، أن تعود تلك القِيم والمبادئ العظيمة.