مستقبل واعد لزراعة الزيتون في السلطنة
الداخلية ، فيما بدأت معصرة الزيتون التابعة لوزارة الثروة الزراعية و السمكية وموارد المياه في منطقة سيح قطنة بالجبل الأخضر في استقبال كمية الإنتاج الأولى من مزارعي ولايات ، إزكي وعبري وبهلاء ونزوى لاستخلاص زيت الزيتون من
العصرة الأولى، حيث نجحت زراعة أشجار الزيتون التي تم استجلابها إلى هذه الولايات والتي تناسب مناخ السلطنة.
وأوضح المهندس سالم بن راشد التوبي مدير دائرة التنمية الزراعية بنيابة الجبل الأخضر لوكالة الأنباء العمانية أنه ” عادة ما يتم سنويا بدءُ موسم جني ثمار الزيتون في نهاية شهر أغسطس، وإضافة إلى جهود الوزارة والمعصرة التابعة لها فإن القطاع الخاص يقوم بدور واضح في دعم جهود الاستفادة من إنتاج الزيتون من خلال إقامة معصرة منذ موسمين ، قائمة بخدمة عصر الزيتون للمواطنين، وسوف تقوم يوم 28 من أغسطس الجاري باستقبال الانتاج من ثمار الزيتون من جميع قرى الجبل الأخضر والمخططات السكانية سواء في الأراضي الزراعية أم الحدائق
المنزلية” .
وأشار إلى أن “الوزارة عندما تبنت مشروع استخلاص زيت الزيتون وزراعة أشجاره، كان الهدف إدخال زراعتها في الحدائق المنزلية وليس في الأراضي الزراعية المشغولة حاليا بزراعة أشجار الفاكهة، وقد تحقق هذا الهدف حيث ارتفعت نسب الإنتاج في الأعوام الماضية حتى وصلت العام الماضي 2019 إلى كمية إنتاج
بلغت أكثر من 60 طنًا من الثمار، اُستخلصت منها كمية زيت بلغت 8028 لترًا”.
وأضاف “إن موسم جني ثـمار الزيتون سيستمر حتى شهر ديسمبر، حيث إن هناك أصنافا مبكرة وأخرى متأخرة، وتبشر زيادة أعداد أشجار الزيتون وعناية المزارعين بها بأن الزيتون سوف يمثل عائدًا اقتصاديًا مجزيًا إلى جانب أشجار الفاكهة الأخرى في قرى الجبل الأخضر”.
وقال إن “إدخال زراعة أشجار الزيتون في المناطق المنخفضة مثل ولايات إزكي وعبري وبهلاء ونزوى قد حقق نجاحا خلال السنوات الماضية، و ارتفع الانتاج بكميات جيدة هذا العام من خلال التعرف على أصناف جيدة لاستخلاص الزيت أو لصناعة الخل”.
وفيما يتعلق بكمية الإنتاج في كل موسم ، أشار التوبي إلى أن “هناك مواسم لتبادل الحمل في الشجرة حيث إنه كلما ارتفع الإنتاج هذا العام قل في العام الذي يليه”، مبينا أنه “خلال العام الماضي كان الإنتاج مرتفعا وغزيرًا، وهذا العام نستبشر إنتاجًا جيدًا بعون الله حيث إن الظروف المناخية هذا العام كانت جيدة من حيث كمية الأمطار التي تساعد على نمو الاشجار”، وأكد أن هناك إقبالًا كبيرًا على إنتاج زيت الزيتون بالجبل الأخضر، ويعود ذلك إلى جودة الزيت، والاطمئنان من قبل المستهلكين أنه زيت طبيعي نقي، ويتم تسويقه من قبل المزارعين أنفسهم.
من جانب آخر قال الدكتور قيس بن سيف المعولي رئيس قسم التنمية الزراعية بنيابة سمد الشأن بمحافظة شمال الشرقية إن شجرة الزيتون تعتبر من أشجار حوض البحر الأبيض المتوسط حيث تفضل المناخ المعتدل إذ إن متوسط الحرارة في مناطق
زراعة الزيتون تتراوح بين 15-20م وأن الحرارة العظمى المطلقة يمكن أن ترتفع إلى 40م دون حدوث ضرر، كما أن درجة الحرارة الدنيا المطلقة يجب ألا تنخفض عن 5-7م تحت الصفر كما يجب تجنب الزراعة في المناطق المعرضة لحدوث الصقيع.
وأشار إلى أن شجرة الزيتون تتطلب بعض البرودة لتثمر بشكل طبيعي ابتداءً من شهر ديسمبر وحتى شهر مارس وأن احتياجاتها من البرودة تختلف حسب الصنف، كما تعتبر كمية الأمطار السنوية من أهم العوامل المحددة لزراعة الزيتون حيث تعتبر
300-450مم سنويا الكمية الدنيا اللازمة لنجاح زراعة الزيتون كما تعد الرطوبة الجوية المنخفضة في المناطق الداخلية عاملًا مساعدًا لنمو الزيتون، لكن ذلك يزيد من احتياجاتها المائية، كما يمكنها التأقلم والعيش في المناطق الساحلية حيث الرطوبة الجوية العالية.
وعن إنتاج شجرة الزيتون قال الدكتور قيس المعولي “من خلال المتابعة لعدة سنوات يتضح لي قدرة شجرة الزيتون على إنتاج زيتون مقبول وجيد تسويقيا من حيث حجم الثمار و شكلها و لونها، وخاصة إذا ما توفر لها طقس بارد نسبيا، فهي تحتاج ساعات برودة أقل عن 200 ساعة لكسر طور السكون بها، فلو زرعت في مكان مناسب لها و يكون أكثر برودة من طقس المناطق الداخلية في سلطنة عمان، بحيث يكون متوسط درجات الحرارة الصغرى ما بين 8 أو 10 درجات مئوية خلال فترة الشتاء لكان كافيا لها كساعات برودة لكسر طور السكون بها، ولذا فإني أتوقع لها
مستقبلا زاهرا من حيث قدرتها على إنتاج ثمار ذات جودة عالية وبكميات تجارية. ”
وتشير الإحصائية المتوفرة لدى وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه إلى أن عدد أشجار الزيتون في الجبل الأخضر تبلغ أكثر من (15 ألف شجرة) وقد أثبتت شجرة الزيتون تأقلمها في الأجواء القاسية الجافة وقلة المياه.
ونظرًا لظهور ثقافة الاستفادة من ثمار الزيتون من حيث استخلاص الزيت أو زيتون المائدة فقد حظيت هذه الشجرة بعناية كبيرة من قبل وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه وذلك بتبني مشروع استخلاص زيت الزيتون، والذي كان له الأثر
الكبير في دفع المواطنين إلى العناية والرعاية الكافية لهذه الشجرة واستغلالها اقتصاديًا بجانب أشجار الفاكهة الأخرى التي تزرع بنيابة الجبل الأخضر.