وكأنّني ولدت مرة أخرى
سندس الضويانية
كانت هي تلك الفتاة التي حشرت حزنها بجوفها، قعدت مرهقة، منهكة، تبيت الليالي وتخبئ أنهار دموعها، وفجأة تنهمر الدموع بحراً لا حدود له.
تمر بساعات الألم دون أن يشعر بها أحدٌ، فقد عَمِلَت كثيراً لتخبئ الاشتعال الذي بداخلها، وباتت تخبئ وتُخبئ، فكانت الكآبة تلازمها ولسانها رطب بذكر ربها.
قد يكابد الإنسان شعور الحزن الذي يعم القلب والجسد كَكُل، ولكن مع ذلك كله إنّ الله بعباده رؤوف رحيم، والله سبحانه وتعالى لن يخذل من سأله “ادعوني أستجب لكم” فياالله قد دعوناك فاستجب لنا.
هنا الله يعطي بلا حدود، يعطي المستحيل وإن كان محالاً، فقط ادع واصبر، وستفرج بإذن لله.
فكانت هنا بداية الفرج بداية العطاء من الله سبحانه وتعالى.
تلك التي باتت حزينة قد جبرت، وولدت من جديد بحياة جديدة، براحة ليس قبلها سكون، بجبر ليس بعده رتق.
الله هو الرؤوف الرحيم،
فتوكل على الحي الذي لا يموت، مالك الملك،
فهو يجبر ولا يخذل،
يعطي ولا يمنع،
كُن مع الله في الضراء والسراء، في الحزن والرخاء
يكن معك أينما كنت، ويعطك إذا سألته، ويرفق بحالك إذا استعنت به.
فالحمد لله دائماً وأبداً.