تربية النشء ،،، مسؤولية الجميع
د. رضية الحبسية
Radhiyaalhabsi@gmail.com
أصبحت الألعاب الإلكترونية جزءًا لا يتجزأ من ثقافة الألفية الثالثة، والذي رافقه تزايد اهتمام الأجيال بها دون التأمل في أبعادها الإيجابية والسلبية. ومع التطور الكبير في مجال ألعاب الحاسوب والفيديو، جعل منها عامل جذب لدى الأطفال دون الألعاب الأخرى.
تُسهم الألعاب الإلكترونية في توجيه السلوك الشخصي للطفل، مما يُحتم على المهتمين والمختصين والمربين ضرورة البحث في آليات ضبطية فاعلة، وأُطر مجتمعية مساندة، وشراكة مؤسسية قادرة على صناعة التغير في سلوك الطفل، عبر بناء قدراته وتمكينه من إتقان أدوات التعلم واستراتيجيات الحياة. مع الأخذ بعين الاعتبار إنّ تغيير الأفكار، والآراء، والاتجاهات، يزداد معه احتمال تغيير السلوك.
وتتمثل أهمية موضوع هذا المقال هو الدعوة إلى تكاتف كافة الجهود: الأسرة والمدرسة ومؤسسات المجتمع المحلي لتنشئة الأجيال التنشئة السليمة.
وعليه ينبغي على التربويين وأولياء الأمور الإحاطة بأهم الجوانب الإيجابية والجوانب السلبية للألعاب الإلكترونية؛ وذلك بهدف العمل على تعزيز الجوانب الإيجابية والحدّ من آثار الجوانب السلبية، والتي من ضمنها:
– ضرورة المتابعة من قبل أولياء الأمور حول ممارسة أبنائهم للألعاب الإلكترونية (خاصة الألعاب التفاعلية) من حيث طبيعة اللعبة ومناسبتها لأعمارهم، ساعات اللعب التي يقضونها حتى لا يكون لها تأثير سلبي على صحة وسلوك وفكر وقيم وثقافة الطفل.
– تنمية الرقابة الذاتية والمعرفة الصحيحة عن حقيقة الألعاب الإلكترونية، وما يمكن أن تحويه من سلوكيات مخلة بالدين والأخلاق وأصالة المجتمع.
– تضافر جهود المؤسسات الدينية ومؤسسات التنشئة الاجتماعية للتصدي لأية مواجهات وقيم سلبية قد تغرسها الألعاب الإلكترونية في نفوس الأطفال.
– تفعيل المناشط والمحاضرات التوعوية والبرامج الوقائية الهادفة التي تغرس في نفوس النشءِ التقييم الذاتي نحو كل ما من شأنه أن يُسهم في تكوين شخصيته إيجابًا أو سلبًا.
– تنظيم الوقت وتحديد فترة مناسبة لممارسة الألعاب الإلكترونية حتى لا يصل الطفل إلى مرحلة الإدمان .. وتشجيع الطفل على المشاركة في الفعاليات الفنية والرياضية والاجتماعية.
– تدريب الأطفال على مهارات التفكير الناقد كالتحليل والمقارنة والتقويم لمضمون ومحتويات تلك الألعاب؛ لتنمية الوعي لديهم بمخاطر الألعاب الإلكترونية وحس الانتقاء للمناسب منها.
– تنمية إعمال العقل والتفكر لدى الطفل في كل ما يدور حوله. وأحد أهم الاستراتيجيات لتنمية ذلك هي المحاكمة العقلية للأفكار، والتي تؤدي إلى مقاربات تسهم في إيجاد نظام قيمي إيجابي؛ للحدّ من سوء السلوك، واستخدام المنطق في تقييم المواقف.
ختامًا: إنّ مسؤولية تربية النشءِ تقع على عاتق كافة الأطراف من ذوي العلاقة بالتربية وتقديم الرعاية للأطفال. وخير مما نسترشد به في هذا المقام قول النبي صلى الله عليه وسلم: (كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) متفق عليه.