أين أنا؟!
بقلم : بدرية بنت حمد السيابية
بين زِحام العالمِ أبحثُ عن نفسي
لعلي أجدُ ما فقدتهُ مُنذُ زمنٍ طويل
أصبحتُ لا أميزُ بين ماضٍ وحاضر
تشابهت الأمورُ وأصبحتُ لا أبالي
تلاشت كُل الأحلامِ بغمضة عين
ذهبت تلك الوعودُ دون رجعة
كزجاجةِ عطرٍ انكسرت وتلاشت
تطاير عبيرها بين هُنا وهُناكَ
أُلَمْلِمُ ما تبقىّ بحذرٍ وعناية
خوفاً من جُرحٍ لا يُشفى ويُهلك
وتبقى رائحتها كذكرى لا تُنسى
بعبيرها الآخذ لأبعد مدى
أين أنا؟ أيعقلُ ما أنا عليه
من صمتٍ، وحيرة بين خبايا
الدهرِ، مقفولٌ بمفتاحٍ مُحكم
مَحَوتُ كل الذكرياتِ وانتثرت
أيعقلُ أن لا يوجد معبر للخلاصِ
ولا كلمةٌ تطيبُ بها النّفسُ والقلبُ
أحتاجُ لمن يُحدثني بهدوء وإنصاتُ
كالبحرِ يعشقُ أمواجهُ العاتية بفخرٍ
كنسماتهِ المُرفرفةِ عالياً تملأ الأجواء بالهدوء
صادق صدوق في تعابيره
يحتويني كطيرٍ لجأ لعشه
أجرُ جِراحِي مبتعدةً بعيداً
لعلي أجدُ من يتحمل أوجاعي
ويسعدُ ما تبقىّ من خَبايا قلبٍ تحملَّ أوجاعاً مرت عليه السّنينِ
يبحثُ عن طريقٍ للخلاص وينتهي
تمرُ بي الذكريات أمام عيني
أحكي لها وتَحكي لي حكاية
أختصرها بكلمة أين أنا؟
من عالمٍ مجهول الهوية
أصبحَ فكري مشتتاً لا يُبالي
وأصبحتُ أبحثُ عن ذاتي وفكري
كزرع يبحثُ عن قطرة مطر يرتوي، ويكبر، بثمار لذيذ المذاقِ
دون تعب ولا كلل يلتقط ثماره
أحتاجُ لعالمٍ خالٍ من الأوهامِ
مليئًا بالفرحِ والسعادةِ معاً
حتى لا يجولُ السؤال متكرراً
في مُخيلتي فيقولُ “أين أنا؟؟!”