سبلة بدعة الصبارة
عمر بن حميد بن سالم العبري
تعد المجالس جزءًا أصيلًا وعنصرًا أساسيًا من عناصر التراث العُماني وشاهدًا على أخلاقهم وحبهم لاستقبال الضيوف وعنوان الكرم، كما تحتل المجالس أهمية بالغة في نفوس العمانيين كونها تعد ملتقى ومتنفسا يفضفض فيه الناس أخبارهم، ناهيك عن دورها العلمي والسياسي فكانت محوراً لأجل مناقشة القضايا الاجتماعية وفض المشكلات ومن أمثلة هذه المجالس مجلس أو سبلة ” بدعة الصبارة ” .
أطلال سبلة جدنا سيف بن علي بن راشد العبري( رحمة الله ) في “بدعة الصبارة” بالعراقي كانت تتوسط تلك النخيل الباسقة وأشجار الأمبا وارفة الظلال، كانت مقصداً للضيوف ،وملتقى لأهل البلدة ،وكان ينزل فيها ويقصدها سماحة الشيخ العلاّمة إبراهيم بن سيعد العبري المفتي العام للسلطنة سابقًا – رحمه الله – ويقضي فيها بين الناس ، وبحضور الشيخ سعيد بن ناصر العبري وأعيان من ولايتي عبري والحمراء ولا زالت آثارها موجودة ضاربة أروع الأمثلة في التآلف المجتمعي والتلاحم وحل القضايا، وتحكي عن والدنا سيف بن علي العبري عونه الموقوف على اللهيف ، وغوثه المبذول للضعيف.
أبناؤه حميد وناصر (رحمهما الله) وسالم وعلي وعبدالله.
وقد تشرف أصغر أبنائه عبدالله بن سيف بالعمل كمرافق عسكري لصاحب الجلالة السلطان قابوس طَيّب الله ثراه برتبة عميد أول كما شغل العديد من المناصب بالدولة.
رحم الله من رحل ،وأطال الله أعمار من بقى منهم.