أترى كيف السَّما والأرض بعدَ الجَفافْ!
خلفان بن ناصر بن سعيد الرواحي
أتَرى غيوماً في السَّما ظهرت هنا!
أترى مياهً تروي أرضنا فتناغمت
وتفاعلت ذرّاتُها مع قطراتِ المطر
وتغلغلت حَبَّاتُ تُرْبٍ طَاهرٍ في جَوْفِها
بعد ما كنّا ندعي أننا عطشى
وأرضنا صارت جفاف
أترى إنَّ دمعاتِ الغُيومِ عَفيفة ٌ
وبريئةٌ مما أتهمناها سبب الجفاف؟!
أتَرى سُيولَ الخيرِ تجوبَ شِعابنا
وتلتمسُ الكفاف
أترى رياحاً
تسْتَلِذُّ بغيمةٍ
وتلاعب قلباً قد حنَّ وناح
لتُزيلَ منْ فَوقِ الترابِ غشاوةً وتعيدُ لصِغارٍ حالمينَ فرح الصباح
أأنتَ الذي عِشْتَ الأَسى وتغلْغَلَتْ كلَّ عبارات اليأس منك وشكوت الجفاف؟!
أنسيتَ فِنجانَ الصّباحِ معطّراً بالهالِ
أو رشفةً فاحت زعفران
أو كان منها الورد طَعْماً مُفْعَماً
بالشَّوق مُزداناً تألّقَ في عُيونك
أنسيت ..
حين ترشف الفنجان صبحاً أو مساء!
وتُحدِّقُ للسماءِ تلتمسُ الفرج
وتدعوا للربِ أن ينزل منها المطر؟!
أنظر لحولكَ كيف أصبح حالنا
عادت شفاهِ الحُبِّ بين حُروفِنا
ونَغماتِ السواقي
تَنْسابُ منْ بين النخيلِ لتَستريحُ بِظِلِّهِا
وتتناغمُ الأطفالُ تلاطفُ أُنسنا
وكأنها أُرجُوحَةٌ ..
وحبالُها تَمْتَدُّ ما بينَ السماء
لاتُدْرِكُ الأبصارُ لمسةَ حُبها
ولا ذاكَ الوَمْضَ في عينِ الطُّفولة ينسها..
ومضَ الصّفاءِ مُكَلّلاً
بالحُلمِ عاد مجدداً
رَفَّتْ بأحْلامِ السلام واحات المكان
وتفَيَّأتْ بدروبنا رُوحَ القَصيدْ
لتَدُلّنا وتَدُلَّ كلَّ منْ ضَلَّ الصَّوابْ
ولتدلّنا..قُدماً إلى الفجر البعيد
فالنّورِ في عينِ التفاؤل وحدها تمشي إلينا دونما أيّ إلتفافْ
بالله قل لي .. هل نسيت !!
مرّت سنون القحطِ يا راحلاً نحو الأمل
ها نحن ما بين الربوعِ نحتسي أفراحنا
نحيا دهوراً نكتسي خصباً مراح
لا تبتئس .. فالله يلطف بنا لا تشتكي
انظر لحولك كي نرى كلّ الأمل
لاتنسى أنّ لما مضى ألماً وحزن
بالله قل لي … هل نسيت!!
أترى كيف السَّما والأرض بعدَ الجَفافْ!