الثلاثاء: 7 مايو 2024م - العدد رقم 2131
مقالات صحفية

مع قرب عيد الفطر ،، قُبْلةُ حزينةٌ على جبينِ الوطن

‏راشد بن حميد الراشدي

عضو مجلس إدارة جمعية
الصحفيين العمانية

رحل كأيّ نفسٍ ترْحلً إلى بارئِها فهي سنةُ الله في خلقه ؛ والنفوسُ المطمئنّة عندما ترحلً تجدً الخيرَ قد أًعِدَّ لها ولا نًزكّي على الله أحدا .

اليوم نستقبلُ عيدَ الفطرِ المبارك لأوّل مرّة بدون القائدِ المًؤسّسِ لنهضةِ عمان الحديثة ، فقد عاش السلطانُ الراحلُ حياته من أجل عمان ومن أجلنا لننعُمَ بالرّخاءِ والأمانِ ونهنؤُ بالحياةَ الكريمة.

اليوم نضعُ قبلةً على جبين الوطن ودموعُ الفراق لم تجفّ على مَنْ يُهنّيءُ شعبَه في كلّ عيدٍ بفرحةِ المؤمنين بعيدِهم ؛ فقد إرتحلٍ وترجّلٍ عن فرسه إلى خالقه ليلقاه سعيداً باسماً بإذن الله .

منجزاتُه وأعمالُه تشهد له بما قدّمهُ لشعبِه وللعالمِ من حوله .
فالأوطانُ جميعُها شهدت لطريق السلام الذي إختطّه لوطنه عندما وحّد عمان شمالَها وجنوبَها على قلبِ رجل ٍ واحد ٍ فخاضَ خمسَ سنواتٍ من عُمُرِ تلك النهضةِ الفتية لتوحيد ِ الصفّ وتوحيدِ الكلمة بصدق ٍ وإصرارٍ وعزيمةٍ تتّقدُ معَ جبالِ سمْحانَ وسهولِ نجدٍ وهاماتِ الجبلِ الأخضرِ وشواطئِ مسقطَ وصحارَ موطن البحارة والربابنة والسلاطين الذين حكموا عدلاً ونشروا الإسلام في شمال أفريقيا والمحيط الهندي إلى الصين شرقاً .

فجاء جلالةُ السلطانِ الراحلِ رسالةُ سلام ٍ إلى عمانَ والعالم ِ أجِمع ِ ؛ يحملُ البِشْرَ والخيرَ والصلاحَ للبشرية جمعاءَ فلقّبَ برجلِ السَّلام بشهادةِ العالمِ ليظلَّ إسمُهُ محفوراً في نفوس الشعوب التي تنفّستْ كمَدَاً وحزناً على وفاتِه – طيّب اللهُ ثراه-
اليوم نتذكّرُ السلطانَ الراحلَ ؛ وجميعُ الكلمات لن تُوفي في حقّه مهما ذكرنا مناقبَه وإنجازاتٍه وتذكّرنا ملاحمَه البطوليّة في بناءِ وطنٍ وأمّةٍ وشعبٍ يَدينُ له بالوفاءِ والحبِّ فيما قدّمتْ يداه .

جاءَ العيدُ( فبأيِّ حال ٍ جئتَ يا عيدُ )
وعمانُ بنبض ٍ واحد ٍ تفتقدُ مؤسّسَ مجْدِها وعزّتِها وكرامتِها تفتقدُ أعزَّ الرجالِ وأنقاهَم معٍ ما يمرُّ على البلاد من بلاء ٍ ووباءٍ سيرفعُه اللهُ قريباً عاجلاً غيرَ أجل ٍبإذنِه تعالى وقدرتِه .

اليوم يتجدّدُ الفقدُ الكبيرُ مع ذكرى عيدِ الفطرِ المبارك وكلٌّ منّا يُحسُّ بفقدِ والدٍ كلِّ عماني ووالدِ كلِّ مَنْ أحبَّ السلطان الإنسان الذي جعله ربُّه سبباَ لأحياءِ عمانَ فجعلها دانةً وجنةً غنّاءَ مزهرةً باسقةَ الثمارِ بعد أنْ ضحّى بعمرهِ وشبابِه من أجل بناءِ وطن ٍ أصبحَ حديثَ الأمم في التطوّرِ والنماءِ والحياةِ العصريّة التي تنعُمُ بالأمنِ والأمانِ مع وجودِ كافّة مقوّماتِ التنمية المكتملة في جميع ربوعِ البلادِ فعمّ بفضلِ الله الرخاءُ والإزدهارُ .

اليوم نحسًّ بفقدك يا قابوسُ الهمامُ في كلّ شبر ٍ من عمانَ ذهبت إليه لتبني وتعمر وتتابع بنفسك وطناً أحببتَه فاعتصرت اليوم قلوبُنا بفقدك وفقدِ تلكٍ السنينِ التي عِشناها نرْقبُ فيها عمانَ تكبُرُ وتكبرُ وتكبرُ بأفعالك العِظام وإنجازاتك الكبيرة .

رحلتَ جَسَدًا وروحُكَ الطاهرةُ منقوشةٌ في قلوب أبنائك لن تمْحوها السنون وستظل محفورًا في جبين التاريخ بما قدّمت لوطن ٍ حفظه اللهُ بدعوةِ نبيٍّ كريم ٍ ( صلى اللهُ عليه وآله وسلّم ).

أدركتَ بحبِّك الكبيرِ لعمانَ وأنت ترى العالم يتقدّم من حولَك بأنّك فارسُ عمان الذي سيسابقُ الزمانَ والأممَ في بناءِ دولةٍ عصريّةٍ متكاملةِ الأركانِ ؛ أرثُها المواطنُ العمانيُّ فكان لك ما كان من مجد ٍ تليد ٍ وتاريخ ٍمجيد ٍ وذكرى طيّبة.

وها هي عمانُ وشعبُها يفتقدونك وأنت تعيشُ بينهم روحاً طاهرةً؛ وإنّ هبَتَك الغالية لهم بعد فقدك إبنك البارَّ جلالةٍ السلطان ِ هيثم بن طارق المعظم – أبقاه الله – عاهد الله أنْ يسيرِ على دربكَ ونهجك الحكيم فهو خيرُ خلف ٍ لخير ِسلف ٍ.

وهو من لملمَ اليوم جراحَنا في فقْدك فعوّضَنا اللهُ به خيراً كثيراً في تكملةِ دربِك .

أيّها العظيمُ الراحلُ :
نمْ قريرَ العينِ عند بارئِك فلقد أدّيت الأمانة على أكمل وجهٍ واليومَ في عيد الفطر نرفعُ إلى الباري أكفَّ الدعاءِ أن يتغمَّدك اللهً برحمتِه ويبارك بالحلل والاستبرق في مستقرِّ رحمتِه وأنْ يحفظ اللهُ عمانَ من كلّ سوءٍ ويرزقَ جلالةَ السلطان هيثم ابن طارق البطانةَ الصالحةَ والعمرَ المديدَ ويوفقَهُ لخدمةِ عمانَ وشعبِها والعالمِ أجمع لتتواصلَ المسيرةُ الظافرةُ نحو أفاق ِالمجدِ والتقدّم ِ

كما ندعوا اللهَ العليَّ القديرَ أنْ يرفعَ البلاءَ والغمّة عن عمان وسائر بلاد العالمين .

إنّه هو السميع القدير مجيب الدعاء .
كل عام وأنتم بخير وسرور
وقبلتي الحزينة على جبين الوطن
ستظل مكْمنً الحُبِّ الدافقِ للسلطانِ الراحلِ سلطان السلام والوئام – طيّبَ اللهُ ثراه – ولوطن ٍ يستحقُّ أنْ يرفعَ أسمُه بين الأنام .

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights