الأثنين: 6 يناير 2025م - العدد رقم 2375
Adsense
مقالات صحفية

أمريكا تحترق، وعلى إسرائيل رد الجميل للشعب الأمريكي

حمود الحارثي

قال تعالى: ﴿ وَكَذَٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَىٰ وَهِيَ ظَالِمَةٌ ۚ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ﴾ سورة [هود: 102]

“كما تدين تدان” فما أشبه اليوم بالأمس حين أحرقت غزة تحت غطاء ودعم أمريكي في مسارين متناقضين سياسيا وعسكريا في إبادة جماعية لكل ما ينبض بالحياة في قطاع غزة العزة في سابقة لم يشهدها تاريخنا المعاصر.

على مدى عام ونيف بفصوله المتعاقبة، وتقلبات طقسه المتقادمة عاما بعد عام مع دخول الحرب عامها الثاني، ظلت خلاله أمريكا، وحلفاؤها مستبسلة في دعم اللقيطة إسرائيل بآخر ما توصل إليه العقل البشري وخبراء الحرب من ألآت القتل والتدمير.

وعلى مرأى ومسمع من دول العالم شهدت البشرية كل أنواع القتل والترهيب والتعذيب، كما شهدت سقوط الإنسانية باختلاف أقنعتها المزيفة التي مزقة معها كل الحقوق الإنسانية والأعراف والقوانين الدولية التي ما فتأت تتغنى بها الدول المتقدمة في كل المحافل الدولية لاسيما منصات مجلس الأمن، وهيئة الأمم المتحدة بمختلف منظماتها فلا حق للإنسان في الحياة ولا حقوق للمرأة ولا حقوق للطفل مخترقة بسقوطها كل الحدود السياسية والجغرافية في انتهاك صارخ لسيادة الدول ومواثيق الأمم فلا صوت يعلو فوق صوت (الفيتو).

كل شيء تعرى وانسلخ من إنسانيته، وكل بنود الأعراف والقوانين الدولية قيدت بالسلاسل، وكل الأفواه ألجمت بالأغلال على حساب الدم الفلسطيني.

احترقت لوس أنجلوس في رسالة إلهيه أولها الغرب بتأويلاته المعتادة على أنها تغير في المناخ، أو فعل إرهابي، أو بسبب دعوات المسلمين على أمريكا لتدور الدائرة من جديد على أصدقائها، فقد حان وقت دفع الجزية تحت غطاء المساعدات الإنسانية أو إعادة الإعمار، إذا ما أرادت كراسي العروش أن تبقى دون اهتزاز، أو تصير كمتاع يباع ويشترى باسم الثورة وكأن ضجيج سوق نخاسة قام من مرقده.

بكل تأكيد سنرى قيام الولايات المتحدة الأمريكية بطلب المساعدات بمختلف أنواعها ومسمياتها وأسبابها تحت ذريعة هذه الكارثة، وعلى الدول الامتناع عن دعم دولة داعمة للإرهاب ملطخة بالدماء الفلسطينية الشريفة، بينما حان الوقت لإسرائيل أن ترد الجميل للشعب الأمريكي.

هنا أوجه رسالة للشعب الأمريكي بأن عليهم توجيه سؤالهم للإدارة الأمريكية عن ملايين المليارات التي قامت بجبايتها من جيوبهم طوال السنوات الماضية، أين هي؟ وفيما صرفت؟!، وأين إسرائيل من دعم الولايات المتحدة الأمريكية في هذه الأزمة؟

ورسالة أخرى إلى الإدارة الأمريكية بضرورة الإسراع في دعم المتضررين من سكان لوس أنجلوس بذات السرعة التي دعمت بها تل أبيب، وكييف بل مضاعفة الجهد من أجل مواطنيها فهم أولى بأن تستنزف من أجلهم الخزانة العامرة بما تم جبايته منهم عبر سنوات الديموقراطية.

مع كفالة مطلقة لحق حرية التعبير للمواطن الأمريكي في ظل هذه الكارثة، والتأكيد على حقوق الإنسان والمرأة والطفل الأمريكي .. إلخ من الشعارات البراقة التي تتغنى بها في خطابات رؤسائها والمتحدثين باسمها عبر منصات الإعلام لا سيما تلك التي ضجت بها قاعات مجلس الأمن، وهيئة الأمم المتحدة.

في حين سيظل سكان لوس أنجلوس وما جاورها من المدن التي طالتها الحرائق في العراء بلا مأوى.

وإني لأرى على رماد لوس أنجلوس ستنبت أغصان الزيتون، وستزهر الحياة من جديد على أرض غزة العزة، وستظل حرائق أمريكا مشتعلة، ما ظلت بنادق المقاومة مسومة على الثغور، وستصحو أرض المقدس ذات يوم على صوت المكبرين “الله أكبر” وليس ذلك على الله ببعيد.

وإنه لجهاد نصر أو استشهاد، فاعتبروا يا أولي الألباب، فما هي إلا آية لعلكم ترجعون.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights