عمر الفهدي
تشهد مدينة لوس أنجلوس واحدة من أكثر الكوارث الطبيعية قسوة في تاريخها الحديث، حيث اندلعت حرائق هائلة اجتاحت آلاف الأفدنة من الغابات والمناطق السكنية. ومع تزايد حدة النيران، تكبدت المدينة خسائر مادية تُقدر بـ65 مليار دولار، فيما بلغ عدد الوفيات حتى الآن 10 أشخاص، وسط جهود حثيثة من فرق الإنقاذ للسيطرة على الكارثة.
في هذا المشهد المأساوي، يبدو أن الطبيعة تذكر البشر بقوتها وسلطتها، حيث لا تُميز بين غني وفقير، قوي وضعيف. الحرائق دمرت المنازل والأعمال، تاركةً وراءها مئات العائلات بلا مأوى. وبينما يكافح رجال الإطفاء للسيطرة على النيران، تلوح في الأفق تساؤلات حول استعداد المدن الكبرى لمواجهة مثل هذه الكوارث.
وفي سياق آخر، جاءت تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، التي توعد فيها الشرق الأوسط بـ”الجحيم”، لتثير الجدل من جديد. ولكن، في خضم هذه الأحداث، يبقى واضحًا أن قوة الله وعدله فوق كل شيء. الأحداث، سواء كانت كوارث طبيعية أو أزمات سياسية، تذكر الجميع أن الإنسان، مهما بلغ من القوة والسلطة، يظل ضعيفًا أمام إرادة الله وقدره.
إن هذه الكارثة تدعو العالم بأسره للتأمل في مسؤولياتنا تجاه الطبيعة والبيئة، كما تفتح باب التساؤل حول التضامن الإنساني في أوقات المحن. هل سنتمكن من تجاوز هذا التحدي بروح من التعاون والإيمان؟ أم ستستمر هذه الأحداث في كشف هشاشتنا كبشر؟
وفي الختام نقول لا تسخرون من أهل غزة وتقولون ما لا تفعلون، فلله القوة جميعًا، يقول تعالى في سورة الأنفال: {…وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيرُ الْمَـكِرِينَ(30)}.
