2024
Adsense
مقالات صحفية

حنين كورونا

فاطمة الزهراء لطيف

‏الحياة بحد ذاتها ضيقاً، إلا أن الله عز وجل وهبنا الحياة لنرحب بحلوها ومرها.
‏فمن كان يتخيل يوماً أن فيروساً بحجم كورونا سيحبس أنفاس العالم بالزيادة في أعداد ‏ضحاياه من وفيات ومصابين وتسجيل أرقام قياسية كل يوم في عدد من الدول، حتى الدول المتطورة التي ‏‏تتباهى بقوتها غدت اليوم غير قادرة على مواجهة هذا الوباء .

‏مهما كانت الأزمات مأساوية إلا أن لها جوانب إيجابية لا تحصى، مهما ضاقت الأيام بين أهلها فمصائب قوم عند قوم فوائد، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم في عدد من الأحاديث مبادئ العزل بمنع الناس من الدخول إلى البلدة المصابة بالطاعون ومنع كذلك أهل تلك البلدة الخروج منها، بل جعل الخروج منها كالفرار من الزحف الذي يعد من كبائر الذنوب، وهذا الإجراء هو الذي نسميه حاليا بالحجر الصحي .

و‏هذا الحجر الصحي حمل بعض الإيجابيات رغم سلبيات هذا الفايروس الذي زرع الرعب والهلع بين الأفراد، إلا أنه عادت اللمة العائلية التي افتقدناها في السنوات الأخيرة بعدما أصبحنا نعاني من بعض التفكك الذي فرضته إكراهات الحياة، حيث عاد الاعتبار إلى دور الأسرة وبناء حياة أسرية مبنية على مجموعة من القيم والتي بدأت تختفي في حياتنا اليومية و من خلالها تسود المحبة والمناقشات الهادفة وتقوية العلاقات الأسرية.

نستطيع اغتنام هذه الفترة للاستجمام والراحة من متاعب الانشغال الدائم. نعم، بإمكاننا تحويل الصعوبات التي نواجهها إلى سلالم نصعد بها لنصل إلى أهدافنا، إنه الوقت المناسب لدراسة الحياة بدقة ووضوح أكثر .
كما جاء بلسان الكاتب جبران خليل جبران “الحياة مستمرة سواءً‏ ضحكت أم بكيت فلا تحمل نفسك هموما لن تستفيد منها، فالقلق لا يمنع ألم الغد ولكنه يسرق متعة اليوم”.

 

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights