انعكاسات أزمة كورونا على الحياة الثقافية
خوله كامل الكردي
إن ظهور فيروس كورونا حتم على مجتمعات عديدة القيام بإجراءات غاية في الحيطة والحذر، تخوفا من انتقال العدوى بين أفرادها، وقد برز بشكل كبير مبادرات من جهات عدة سواءً أكانوا أفرادا أو مؤسسات، تهدف إلى التخفيف عن الناس أثناء مكوثهم في منازلهم، وكان من أولى تلك المبادرات هو العزف على آلة موسيقية من شرفة منزل أحد العازفين في إيطاليا، للترويح عن المواطنين الذين يشعرون بضغط كبير وحالة من الملل بسبب مكوثهم في البيت مدة طويلة. ومن هنا نذكر المبادرة المميزة التي قدمتها وزارة الثقافة هنا في الأردن بعنوان “موهبتي من بيتي”، والتي لاقت إقبالا ومشاركة واسعة من الشباب والشابات على منصات التواصل الاجتماعي، فإن دل على شيء فإنما يدل على كم المواهب التي يمتلكها أبناء مجتمعنا، وعلى المستوى العربي نذكر أيضا مبادرة فرقة جفرا الفلسطينية والتي قدمت عروضا فنية تضمنت حلقات الدبكة في الطرق وعلى أسطح المنازل في مدينة الخليل لتسلية الناس وهم في منازلهم، وأيضا زميلتها فرقة جون والتي بثت أمسية غنائية عبر النت بعنوان”الأمل”، لتصب أيضا في اتجاه التخفيف عن الناس أثناء حظر التجوال وإعطائهم جرعات ثقافية غاية في الرقي، ومبادرة الفرقة الموسيقية في قطر ومن على الشرفة بدأت تقدم معزوفات موسيقية، تهدف إلى سد ثغرة الفراغ التي يشعر بها المواطنون وإضافة جو من البهجة والسرور على النفوس. وعلى المستوى العالمي ظهر العديد من مشاهير الفن والغناء والرياضة من أمريكا وأوروبا، وذلك لتشجيع الكوادر الصحية وإيصال رسالة عرفان وشكر لكل العاملين في القطاع الصحي على تضحيتهم بوقتهم وخصوصيتهم وصحتهم لأجل صحة الآخرين.
لقد تأثرت الحياة الثقافية بسبب فيروس كورونا ومع حلول شهر رمضان المبارك، بات الحماس يأخذ مأخذه لمشاهدة الأعمال الفنية والدرامية، كي يكون مؤنسا للناس في فترة مكوثهم في منازلهم، وبالتوافق مع ذلك نشط العديد من الفنانين في تقديم رسائل توعوية للتحذير من خطر التجمعات والتنبيه على ضرورة البقاء في البيت تفاديا لوقوع إصابات جديدة بالكورونا، ظهر آخرون يؤدون بعض الأعمال الفنية في بيوتهم، لبث روح الفكاهة والترفيه لمتابعيهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وبعد؛
فالحياة الثقافية مثلها مثل أي مجال، كان لفيروس كورونا انعكاساته المختلفة عليه، واستطاع العديد من الفنانين أقلمة الوضع الجديد ليخدم المجال الثقافي، فمنهم من حاول الترفيه عن الناس في بيوتهم وآخرون قدموا مبادرات تهدف إلى مساعدة الأسر الفقيرة والمحتاجة كما هو الحال في لبنان، حيث تقدمت مجموعة من الفنانين والمثقفين اللبنانيين بمبادرة لتقديم طرود غذائية للأسر الفقيرة، ورصدوا لذلك تبرعات من جهات عديدة، ومع إطالة مدة حظر التجوال، يرتفع عدد الأسر التي تحتاج إلى مد يد العون لها، بعد انقطاع مصدر رزقهم.، فالمأمول إيلاؤهم الاهتمام الكافي.