2024
Adsense
مقالات صحفية

الموانئ البحرية العمانية رافداً للاقتصاد الوطني

هلال بن حميد المقبالي

منذ القدم وعُمان لها أمجاد بحرية، تتوسع مجالاتها ووجهاتها عبر آلاف السنين، و قِدم العصور .، وهنا لست بصدد كتابة مقال عن التاريخ البحري العُماني، فكتب التأريخ ملئية بهذا الإرث المعنوي العظيم .

تعتبر الموانئ العمانية منذ القدم رافداً من روافد الاقتصاد في عُمان ، و سبل إزدهارها وركيزة من ركائز التبادل التجاري والرحلات الملاحية.

لقد حبى الله عُمان بموقع متمتيز ، جعلها تشرف على أغلب خطوط وطرق الملاحة البحرية، إن المتمعن لتأريخ الموانئ العمانية ، سواء الموانئ القديمة أو الحديثة، يدرك أهميتها الاقتصادية، فكان ازدهار عُمان وركودها في السابق، يرتبط بازدهار حركة الموانئ و نشاطها التجاري ، و كان ميناء صحار وميناء سمهرم المنبع التجاري، والعصب الاقتصادي لعُمان وازدهارها.

إن ما توليه السلطنة من الاهتمام بالموانئ البحرية وتطويرها، ودراسة طاقاتها الاستيعابية ما هو إلا معرفة القائمين على الاقتصاد بأهمية الموانئ البحرية ، ورفدها للاقتصاد الوطني في مسيرة التنمية و البناء المجتمعي ، ولو إننا تأخرنا قليلاً في هذا الجانب لسبب أو لآخر في استغلال موقع السلطنة البحري لإنشاء موانئ تجارية تجلب السلع التجارية، مما أثر ذلك بالسلبية على الأقتصاد العُماني في ضوء تذبذب أسعار النفط والغاز ، و لكن لم نتأخر كثيراً فها نحن اليوم نقف على عتبات الازدهار الاقتصادي والتجاري الوافر، من خلال استغلال وتشغيل هذه الموانئ ، و تاخُرنا لاشك بإن له تبعات ستتلاشى مع الاستمرارية في تستغلال هذه الموانئ وما تقدمه من تسهيلات وخدمات لإستيراد و تصدير السلع وتوزيعها على الأسواق الاستهلاكية على النطاق الاقليمي والعالمي، أو كمحطات ومراكز لتجميع و تخرين السلع التجارية، له الأثر الإيجابي في رفد الاقتصاد الوطني، و كجزء من الإستراتيجية الوطنيه الرامية إلى تنويع مصادر الاقتصاد الوطني ، بعيداً عن النفط والغاز تقوم السلطنة بتطوير البنية الأساسية للموانئ البحرية و تحسين الجودة الشاملة لها وتهيئتها للتجارة البحرية العالمية، من خلال الاستثمارات الرئيسية في إنشاء مناطق متكامة للتجارة الحرة.

إن ما تقوم به الموانئ البحرية العمانية خلال جائحة كوفيد 19، بعد غلق الحدود الدولية، والتقليل من الشحن والنقل البري، وتكلفة النقل الجوي ، هو دليل على دور الموانئ بمختلف أنواعها و مواقعها، في تلبية الدعم المعنوي للوطن ، و التي أظهرت قدرتها وكفاءتها على كسر طوق الحصار، ليكون الإستيراد المباشر هو الأولوية لتوفير السلع الإستهلاكية، والمواد الأخرى ، فعبرت البواخر في البحار المفتوحة الى موانئ العالم استيراداً وتصديراً، ونشطت هذه الموانئ نشاطاً قوياً رغم إجراءات الوضع الراهن، إلا أن الكل في أرض عُمان استبشروا خيراً وباركوا خطوة الإستيراد المباشر، دون الحاجة للغير ، و هذا جاء بفضل التوجيهات السامية لصاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق حفظة الله ورعاه، ورؤيته المستقبلية لقدرات ومقدرات الوطن، فقراراته وتوجيهاته أراحت الشعب واستبشرت به خيراً.

منذ القدم وموانئ عمان مرآة للاقتصاد ومظهر من مظاهر التقدم والرقي والرخاء، والإزدهار، فموقع عُمان الجغرافي واستقرارها الأمني ، قد اكسب الموانئ العمانية شهرة عالمية مما سهل التبادل التجاري بينها و بين الدول. وبذلك كانت الرافد الأساسي لانتعاش التجارة و توفير حياة كريمة للعُمانيين.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights