2024
Adsense
مقالات صحفية

اخشوشنوا فإن النعم لاتدوم

د. علي بن هلال العبري

تعليقا على قائمة أسماء المتقاعدين  التي انتشرت وردود الفعل في مواقع التواصل، قلت:
قد تسبب هذه المعلومات عن حركة التقاعد صدمة عند البعض في المجتمع مع ان التقاعد ليس وليد المرحلة بل كان وسيبقى إجراء لابد منه ومصيرا محتوما لكل موظف
الا ان ماينتج عن التقاعد عند بعض الناس هو الذي يلفت الانتباه والمتمثل في عدم الاستعداد على مستوى الفرد  والمجتمع.
إن مايحدث الان من إجراءات لابد منه لتدارك الوضع والذي قد يراه البعض انه صار كبش فداء لإنقاذ وضع لم يكن هو من المسببين له.
ومهما يكن من أمر فإن مقولة الفاروق رضي الله عنه:”اخشوشنوا فإن النعم لاتدوم” ينبغي أن نستذكرها اليوم وكل يوم.
فهذا المبدأ  الذي اجراه الله على لسان الخليفة الفاروق رئيس أعظم دولة عادلة شهدها التاريخ إنما هو توجيه للأمة في مسيرتها الحضارة عبر التاريخ لتكون في وضع التهيوء والاستعداد المادي والنفسي لتقلبات الأحوال.
فقد قال الفاروق مقولته تلك عندما صار خليفة وقد اتسعت الدولة وتوسعت الفتوحات وسيقت الثروات إلى عاصمة الخلافة وغنى الله المسلمين في كل ارجاء الخلافة فأراد أن يذكرهم _وهم   يتقلبون في بحبوحة النعم – بسنن الله في خلقه.
فلنتعلم من هدى السلف الصالح افرادا وحكومات مايعيننا على البقاء بعزة وكرامة وحرية وكفاية وما يعوِّدنا على المعيشة المعتدلة بلا إسراف ولاتقتير
ولو أخذنا بهذا المبدأ افرادا وأسرا وحكومات لكان وضعنا الاقتصادي اقْوم.
ولاتزال الفرصة متاحة ونحن في بداية عهد جديد و(نهضة متجددة) لتطبيق هذا النهج من خلال إدارة رشيدة في ضبط  الموارد وكيفية استثمارها بمايحقق توزيعها توزيعا عادلا للثروة وتوجيهها نحو الأولويات من الضروريات والحاجيات مع التمتع بالكماليات عند القدرة. فالنعم لاتزال كثيرة والموارد الأولية تكفى إلى يوم القيامة بوعد الله تعالى القائل”وقدر فيها أقواتها”
وكم جميل على المستوى الفردي والاهلي أن يأخذ المثقفون وأهل الخبرة بزمام المبادرة بهذا المبدأ الدي يعود على(الخشونة في المعيشة) ليكونوا القدوة في تفعيل ثقافة الترشيد في الإنفاق خصوصا ونحن  على أعتاب مواسم الانفاق المتكررة( العيدين والاعراس والرحلات الداخلية والخارجية) التي تكلف الغني فضلا عن الفقير ما لاداعي له نفقات مع وجود ظاهرة خطيرة تتمثل في تزايد اعداد الشباب من الجنسين الذين قاربوا إكمال العقد الثالث من أعمارهم بالآلاف بلا عمل ولازواج ويعيشون في قلق مالي ونفسي واجتماعي.
فقط ضربت مثالا بما ذكرت لاقتراب موسم  الصيف المليئ بالمناسبات والفعاليات الأهلية.
وإلا فالوضع غير محصور في موسم بعينه والمرحلة بذاتها بل ينبغي الاخذ بهذا المبدأ مبدأ في الحياة كلها والمسؤولية مشتركة والمجتمع مسؤول أمام الله وأمام التاريخ عن معالجة هذه القضايا…
والحديث يطول
ولله الأمر من قبل ومن بعد.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights