لأول مرة : عام دراسي في فصل واحد
راشد بن حميد الراشدي
عضو مجلس إدارة جمعية
الصحفيين العمانية
منذ انطلاقة التعليم بالسلطنة في العهد الزاهر للنهضة العمانية الحديثة ومع الظروف الإستثنائية التي يمر بها العالم أجمع من تفشي وباء كرونا الذي بات الشغل الشاغل لمعظم سكان الأرض والذي لا علاج له إلا بالوقاية من الإصابة به والتي فرضت التباعد بين الناس فأقتضت الضرورة غلق المدارس وتأجيل الدراسة إلى أن أعلنت اللجنة العليا بالأمس انتهاء العام الدراسي ٢٠١٩-٢٠٢٠م بالسلطنة يوم الغد ٧-٥-٢٠٢٠م مراعاةً للظروف الاستثنائية ولأول مرة في تاريخ الأعوام الدراسية ينقضي عام دراسي في فصل واحد .
اليوم وقد مر فصل بلا فصل وتباعد الدرس عن الدرس تتجه قلوبنا جميعاً نحو فلذات أكبادنا من طلبة العلم في إعدادهم وتهيئتهم للمرحلة القادمة من التعليم وتعويضهم في البيت عن ما فاتهم من دروس الفصل الثاني في تغذية راجعة يحملونها للصفوف التي سيدرسون فيها ومرحلة جديدة مملوءة بصنوف العلم والمعرفة .
الآن توقف هم الفصل الدراسي الثاني وتأويلات الدراسة فيه مع الدعاء برفع الغمة لعودة الطلبة إلى مدارسهم بعزيمة وهمةً ونشاط أقوى من ذي قبل خلال العام الدراسي القادم لرفع اسم عمان عاليا ومن أجل خدمة الوطن والذود عن حياضه الطاهرة بالعلم والمعرفة.
إن الاهتمام بالطالب محور العملية التعليمية له شأن عظيم فمع الفرصة الذهبية التي فرضها المرض بالجلوس في البيت والحجر المنزلي يجب أن تكون هناك أوقات مخصصة للطلاب تختص بتقوية تحصيلهم الدراسي استعدادًا للمرحلة القادمة فالقراءة والتعلم لا تتوقف بانتهاء العام الدراسي.
إن أهمية مواصلة ربط الطالب ببيئة الكتاب مهمة جداً في هذه الجائحة التي فرضت كل هذه التدابير والاحتياطات من أجل صحة الطالب والمجتمع .
ومع بقاء حالات الإصابة بالمرض تراوح مكانها بين مد وجزر وجب التنبيه على الجميع بأهمية البقاء في المنزل إلا للضرورة القصوى والابتعاد عن التجمعات والإختلاط بشتى صوره فحياة الإنسان وأهله غالية يجب المحافظة عليها وصونها من خلال اتباع الإرشادات والوقاية التامة من شر هذا البلاء .
الدولة بذلت ما عليها من جهود منذ شهرين في هذا المجال وأتخذت معظم التدابير التي تحد من المرض وإنتشاره والحِمل المتبقي يقع علينا جميعاً في جعل عمان خالية من فيروس كرونا .
توقف جميع المصالح بما فيها التعليم في المراحل المدرسية أو الجامعية هو تجربة قاسية لمن يعتبر فيما وصلت إليه الأمور وهو حافز لنا للاستماع لصوت العقل في ضرورة البقاء في المنزل إلا للضرورة التي تحتمها الحياة البشرية .
فلن تنقضي هذه الجائحة إلا بتكاتف الجميع والتقيد بجميع التوجيهات والعمل من أجل نجاح جميع التدابير المتخذة من الحكومة سعياً لتطويق المرض وسرعة إنتشاره .
حفظ الله عمان وقائدها وشعبها من كل سوء ورفع الله هذه الغمة عن عمان وسائر بلدان العالم بإذنه تعالى وقدرته .
إنه السميع المجيب الدعاء ،،،،