“القيادة الملهمة والإلتزام الثقافي”
بقلم : يوسف بن عبيد الكيومي
مدرب تخصص : القيادة الإدارية و القيادة التربوية
القيادة الملهمة و الالتزام الثقافي من أركان الإيمان بالله، أن نؤمن بالقضاء و القدر خيره وشره من الله تعالى، فمهما توالت علينا الأحداث نحن كلنا ثقة بخالقنا بأنها فترة امتحان منه لعباده، نستطيع أن نخرج منها بالكثير من الفوائد التي قد غفلنا عنها برهة من الزمن، فأتت الأحداث لتذكرنا، و ما عارض وباء مرض فايروس(كورونا- كوفيد ١٩)، الذي غزا العالم بأجمعه، وجعل من الجمبع يقف عاجزا أمام قوته وخطورته، الأمر الذي جعل البشر سواسية أمام الله سبحانه وتعالى لا فرق بين العباد إلا بالتقوى، فصار الجميع مطالب بضرورة التعامل بجد و في الوقت نفسه بحذر شديد باتباع نفس النصائح و الإرشادات التي يطالب بها جل قيادات العالم عبر منابرها الإعلامية و الصحية حتى يستطيع كل بطريقته أو حتى باستفادته من بيوت الخبرة الصحية العالمية حتى تتعاون مع مثيلاتها محاولة في الحد من انتشار الوباء بشتى الطرق و الأساليب لتتمكن من التقليل من سرعة تفشيه بين أقاليم و محافظات و مدن الدولة الواحدة بعد أن غزا معظم دول العالم في صمت رهيب، بل استطاع أن يسقط و يعلن عن هشاشة الاهتمام بالجانب الصحي في الكثير من الدول المتقدمة رغم الجهود الضخمة المبذولة في مجال الرعاية الصحية.
فبعد أن قدمت الدول الكثير من دروس التفاني في مجال تقديم الخدمات الصحية للمواطنين و المقيمين على أراضيها، من خلال تشكيل اللجان على أكبر المستويات، وتقديم حزم من الإجراءات الاحترازية و تقديم النشرات التوعوية و إجراء اللقاءات الهادفة مع أهل الاختصاص، والتي بدورها ساهمت و ستسهم في التقليل من انتشار الوباء ومن ثم انحساره نهائيا بأذن المولى عز وجل.
الرسول صلى الله عليه وسلم قال: كلكم راع كلكم مسؤول عن رعيته، ومن هنا يأتي السؤال، ما هو الدور الذي يجب علينا القيام به في تثقيف أنفسنا و الأفراد حول الموضوع ذاته؟ بعد الدور الكبير الذي تقدمه حكومتنا الرشيدة ممثلة بقطاعاتها المختلفة.
وهنا سوف نختار نوع من أنواع القيادة و هي القيادة الملهمة وسبب الاختيار يرجع إلى النظرة المستقبلية التي جعلتها قيادتنا الحكيمة في مقدمة أولوياتها..
فما هي القيادة الملهمة؟
تعني قيادة الآخرين نحو الأهداف من خلال رسم صورة أفضل للمستقبل..
القيادة: قيادتنا الحكيمة ممثلة في اللجنة العليا، و من ثم قيادات المؤسسات الحكومية و الخاصة، وأولياء أمور الأسر..
الآخرين: ويقصد بهم الاتباع وهم الشعب المواطنين و المقيمين..
الأهداف: حماية كل من يعيش على أرض الوطن الغالي من خطر الوباء..
رسم صورة ا
أفضل للمستقبل( الرؤية المستقبلية) التي يجب أن يعمل الجميع على تحقيقها وهي تحقيق حياة صحية افضل بالحاضر و المستقبل..
وكل ما سبق يوضح من خلال اتباع التعليمات و الإجراءات التي وضعتها اللجنة العليا المعنية بمتابعة موضوع الوباء على المستوى الوطني، ليكون العدد الأكبر من المواطنين و المقيمين بالحجر الصحي المنزلي مثمنين الدور الكبير المقدم من جهود نستطيع القول مدعمة بأفكار ابتكارية في سبيل المحافظة على أرواح الشعب وفق العديد من التضحيات محققين مقولة السلطان الراحل مؤسس النهضة العمانية السلطان قابوس طيب الله ثراه في خطاباته الوطنية، مكملين مسيرة الولاء في عهد السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان بأن الإنسان أولا و في مقدمة الاهتمامات و المخططات وهذا ما يعني أن رأس المال البشري هو أساس تقدم الحضارات التي تبنى عليه سياساتها و تشريعاتها في الحاضر والمستقبل.
واذا نظرنا إلى ربط ما تطرقنا إليه وربطه بالثقافة سواء كانت فرديه أو مجتمعية و مدى الالتزام بها كمعيار نجاح في هذا الموضوع فتوجب علينا أن نعرف الثقافة أولا ولعل أقدم تعريف للثقافة، وأكثرها شيوعا ذلك التعريف الذي وضعه( إدوارد تايلور) و الذي يفيد بأن الثقافة هي ذلك الكل المركب الذي يشتمل على المعرفة و العقائد، والفن و الأخلاق و القانون، و العادات وغيرها من القدرات التي يكتسبها الإنسان بوصفه عضوا في المجتمع.
و عرفها عالم الاجتماع الحديث( روبرت بيرستيد) بقوله: إن الثقافة هي ذلك الكل المركب الذي يتألف من كل ما نفكر فيه، أو نقوم بعمله أو نمتلكه، كأعضاء في المجتمع.
و من فوائد الثقافة إنها تكسب أفراد المجتمع الواحد شعور الوحدة، و تنمي لديهم الشعور بالانتماء و الولاء، وتتيح لهم العمل دون اضطراب. كما إنها كذلك تجعل الفرد يقدر الدور التربوي للثقافة، و ذلك من خلال تجربة ثقافات أخرى غير ثقافته و ملاحظة الفروقات التي قد تطغي على وجوده. وتعطي للفرد الحلول المناسبة للازمات و المشكلات التي قد تعترضه، و بالتالي توفر عليه الوقت و الجهد في البحث عن حلول لما يواجهه. و تقدم للفرد تقسيرات مألوفه بالنسبة لثقافته؛ بحيث يحدد سلوكه و طريقة معيشته على ضوء تلك التفسيرات، و توفر له المعايير اللازمة للتمييز بين الأحداث من حيث صحتها.
و تعد الثقافات التي يتمتع بها الشعب ( مواطن و مقيم ) ثقافات متنوعة تنصب جميعها في قالب واحد محققة الهدف الأسمى الذي يصبوا إليه الجميع، فإذا نظرنا إلى الثقاقة العلائقية سنجدها تبرز في الكثير من التعاملات بيننا في الوقت الحاضر و السبب يعود إلى طبيعة الاهتمامات و المصالح المشتركة بيننا. كما تظهر الثقاقة المجتمعية بصورة كبيرة في طبيعة الأفكار السائدة في البيئة المحلية نحو موضوع معين يجعلنا نتجه نحو اتجاه واحد لا مجال لفرد منا فقط بتغيير اتجاهه وهو الوقاية المجتمعية من شر الوباء الجائح..
و إذا نظرنا إلى المطلوب منا ما هو إلا ثقافة عامة لا بد من أن يسعى كل فرد منا إلى اكتسابها وهي المعرفة الشاملة حول كل ما يتعلق بالوباء و طرق حماية الوطن و المجتمع والأسرة و الذات، من خلال اتباع التوجيهات و الإجراءات الاحترازية التي وضعتها قيادتنا الحكيمة و المطلوب منا اتباعها، لذلك أخي العزيز.. أختي العزيزة وطننا الحبيب بحاجة ماسة لنا جميعا، فوقاية للجميع خلك في البيت حتى نتساعد إن شاء الله تعالى معا بالقضاء على الوباء بأقل جهد و بأقل التكاليف محققين الأهداف المطلوبة، بعد توكلنا على المولى و ثقتنا به برفع البلاء عن البلاد و العباد .