هلال بن حميد المقبالي
تمر بنا حاليا أيام عصيبة مع هذا الوباء المدمر، والتي ستظل أيامه راسخة في ذهن الصغير والكبير ، فقد كان أعصار كوفيد19 الوبائي كارثة عالمية حصد ملايين الاصابات ومئات الألآف من الوفيات ولا يزال يحصد الأرواح، ويزيد في عدد الاصابات بلا رأفة ولا شفقة، لا يأبه بكل الأجراءات والأحترازات، والتي تحد من انتشاره ، ولا يميز بين طفل أو كهل فعنده الامر سواء ، إلا من رحم ربي، وبرغم هذا الانتشار وقساوة الفيروس الامتناهية، هناك بارقة أمل تلوح في الافق تندفع الى انحساره و زواله ، دليلا في نسب التشافي بين المصابين، والتي تظهر في ازدياد ملحوظ.
إن التلاحم و التكاتف و التكافل الذي نراه في بلدنا الحبيب عُمان مدعاةٌ لتفاخر، والشكر للجهود المبذولة، وليس ذلك بغريب على المجتمع العُماني، فقد مر الوطن بعدة كوارث طبيعية، والجميع عايش الوضع ، وبحمد الله وجهود المخلصين تجاوزنا، كل تلك المحن، و ها هو اعصار كوفيد 19 يجتاح العالم، ماراً بوطننا الغالي عُمان ليتفاجأ بان الجميع هب لمساندة الحكومة والتصدي لهذه الجائحة مما جعل الوطن والمواطن في كف واحد ، لمواجهة هذا الأعصار الفيروسي.
أن ما يقدمه الكادر الطبي بشتى فئاته، والمتطوعين، في المجال الطبي، والاغاثة والإيواء، ما هو إلادليل حرص الحكومة ، و وعي الشعب والتكاتف على كبح مسار هذا الضيف الثقيل على مجتمعنا، ولا ننسى دور رجال الامن وقوات السلطان المسلحة لسيطرة على الاماكن الحساسة والحيوية ، للحد من انتشار فيروس كوفيد 19 ، هذا التكاتف والتعاضد والتلاحم الذي اظهره النسيج المجتمعي العماني للتصدي لهذا الاعصار الفيروسي ما هو إلا ارث تميز به الشعب العُماني منذ الزمن البعيد دون غيره ، فقد مرت بنا عدة كوارث فكان المواطن هو الرهان الرابح والسد المنيع في كل الأزمات التي مرت، وبإذن الله و بجهود الأوفياء والمخلصين في هذه البلد سنتجاوز المحنة الحاليه، وسيكون ما بعدها افضل مستلهمين منه دروساً ستُدرس وتنفذ.
هذه الجائحة أثبتت للجميع أن الحكومه هي اليد الحنون لكل فرد في أرض عُمان وافداً كان أو مواطناً يعيش هذه الازمه، فمساهماتها واضحة للتصدي لهذه الجائحة رعاية للمواطنين والقاطنين، والحفاظ على ارواح البشر بكل مالديها من إمكانيات، و قدرات، وكفاءات ، وما تقوم به حالياً اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا (كوفيد -19) من أصدار للتعليمات والخطط بالتوافق مع متطلبات كل مرحلة، دليل وعي وإدراك أعضاء اللجنه بما تحتاجه كل مرحلة من جرعات ميسرة للمجتمع تماشيا مع ظهور، وانتشار هذه الجائحة، وبما يتناسب مع الجميع ، وما اعلنته اللجنه مؤخراً وبأوامر ساميةٌ من لدن جلالة السلطان هيثم حفظه الله، بإن الفحص والعلاج بالمجان للجميع سيعجل في خفض مرحلة التقصي الوبائي، وظهور حالات اكثر، وبالتالي سيكون من السهل جدا السيطرة في الحد من انتشاره ويعجل في أنخفاض عدد الأصابات بعد ذلك، والقادم سيكون أفضل، وهذا ما تسعى له اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا (كوفيد -19)، وما نتماه.
ان هذه الجائحة الكرونية، أعصار كوفيد 19 و الملحمة المجتمعية ستبقى ذكرى خالده في اذهان كل من عاش في أرض عُمان وعايش جائحة كوفيد19، ستورث للأجيال القادمة ضمن مكنونات الارث المجتمعي والوطني للتكاتف والتلاحم للتصدي مع ما مرت به عُمان من كوارث وأزمات سابقة .
لقد جاء هذا الضيف الثقيل ليشل الحركه التنموية والأقتصادية، جاء ليسرق منا الأبتسامه والتقارب الاجتماعي، جاء لحجب بسمات مشرقة بالتفائل والأمل في عهد متجدد للنهضة العمانيه ، بقيادة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق حفظه الله، ولكنه تصادف مع شعب واعي متلاحم قوي البنيان، يقدر المصير قبل المسير جاء ليصطدم ببناء اجتماعي منيع ، اخطأ انه قدم الى ارض عُمان، فعُمان شعباً وقائداً ستستمر بأستمرار العطاء المتواصل، و ما قام به صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق حفظه الله، من خطوات وأصداراً للأوامر للحد من تفشي هذه الجائحة، لامسها الشعب فاثلجت صدورهم ، وبثت السكينة في نفوسهم، عرفوا نبل قائدهم و حرصه على سلامة الوطن والمواطن، وبقوة هذا الترابط والتلاحم المجتمعي قيادة وشعباً سننجح و سوف نتخطىٰ هذه الازمه، كما تخطينا الأزمات الماضية، وسنخرج من هذه المحنة بخطوات قوية وراسخة، نحو الافضل تنمويا وأقتصاديا بإذن الله تعالى.
حفظ الله عُمان أرضاً وشعباً وقائداً، وابعد عنها شر البلاء، ومكائد الأعداء، وخونة النماء والبناء.
