رُب ضارة نافعة
هلال البدوي
في ظل التوتر الذي يجوب العالم بسبب تفشي فايروس كورونا ومنعًا من تفاقم انتشاره؛ قامت العديد من الدول بفرض قيودًا عديدة على حركة السكان والمواطنين، وإدخال عدد من الناس العزل المنزلي الضروري في هذه الفترة عدا عن حظر التجول الذي تقرر في العديد من الدول.
ولكن من وجهة نظرنا نجدها حالة صحية للنفس التي هي أساس كل باعث حيث يستدرك الفرد الغفلة والتقصير عن الفترة المنصرمة حول ربه ونفسه وأسرته ومجتمعه وان الوضع الراهن الذي يمر فيه كل واحد منا هو بمثابة إعادة برمجه لوقته وفكره وتوجهاته المستقبلية ،ولا ينبغي أن نكون رهينة معتقل الخوف والهلع والعزلة بل يجب أن نتصالح مع قدر الله ونتعايش معه كل على طريقته ومن التوجهات والأفكار والطرق التي أود مشاركتكم بالأخذ بها تمهيدا للتخلص من الاكتئاب خلال فترة الحجر المنزلي:
التخفيف من جرعة الأخبار اليومية عن الفيروس وتداعياته ، وتجنب الأخبار المغلوطة منها وغير المعروف مصدرها وتعلم لغة جديدة أو حتى أساسيات لغة جديدة وعبارات منها عن طريق تطبيقات تعلم اللغات عبر الإنترنت وممارسة التمارين الرياضية للحفاظ على جهاز المناعة واللياقة البدنية والقيام بتنظيف منزلك باستمرار لتعزيز الراحة النفسية كذلك يمكنك أيضًا زيارة المتاحف حول العالم دون أن تغادر منزلك عن طريق الهواتف الذكية وخاصية Google arts & culture التي تمكنك من التجول خلالها عبر مجموعة من المتاحف الدولية في باريس وحتى نيودلهي والقيام بقراءة الكتب المفضلة عن طريق الإنترنت والحرص على توطيد علاقتك بعالم عائلتك الواسع ومن تهتم لأمرهم كما يمكنك أيضا مشاركة أسرتك ما تقوم به للإفادة والاستفادة من وجهات النظر حوله.
ومن المهم أيضا أن تقوم بإعداد مكان استرخاء في زاويتك الخاصة بالمنزل ، أو المكان الذي تجد فيه راحتك النفسية ،علاوة عليه يمكنك استغلال الوقت بتحضير الوجبات المختلفة والمأكولات الشهية إذا ما كنت من محبي الطعام واحرص على أن تحصل على وقت كاف من النوم فذلك يعمل على تعزيز جهاز المناعة وربما حان الوقت لنستعيد ألعاب الطفولة مثل السلم والثعبان وبنك الحظ وغيرها من الألعاب الورقية والذهنية كما يمكنك استغلال الوقت في صنع المشغولات اليدوية والحلي وغيرها من الأعمال الفنية الأهم أن لا تستسلم للاكتئاب وتجعله يسيطر عليك لتصبح رهينة له.
حاول أن تسعد نفسك بوسائل مختلفة فربما سيتغير الروتين اليومي لحياتنا بعض الشئ لمستقبل أفضل بعد تعافي العالم من هذا المبتلى، لكننا سنتجاوز هذه الفترة العصيبة -بإذن الله- واسلئكم ونفسي بأن نبايع الله تعالى بصيام يوم الغد ذكرى الإسراء والمعراج متيقنين من استجابته عز وجل ليعرج برفع هذا الابتلاء”الفيروس” عن البشرية بعظمة نية الصوم خالصة لله ، ولنعلم أن ما نمر به لهو حكمة من الله أراد بها خيرا لنا وأن جاءت على صورة ضارة فرب ضارة نافعة.