بقلم : بدرية السيابية
انتهيت من تناول وجبة الغداء وبحضور العائلة الكريمة في منزل والدي وبعد الانتهاء ذهبت لغسل يدي بالماء والصابون ومسحها بفوطة نوع قماشها قطن متوسطة الحجم ملونة بألوان جميلة معلقة قريبا من المغسلة،، وأثناء رجوعي والجلوس مع الأهل لتكملة جلستنا الطيبة وشرب الشاي بأنواعه هكذا عودتنا نبع الحنان كل أسبوع مع الإخوات والأخوة .
إذ لاحظت خنفساء صغيرة لونها أسود داكن تشبه سواد الليل لا يسدل فيها ضوء القمر شاهدتها تمشي ببطء وكأنها مريضة فقلت لها أين تذهبين بهذا الوقت وكان في حواري لها شي من الاستهزاء والضحك فكانت هي تمشي وأنا اقطع عنها طريقها لم تستسلم وكنت أضحك عليها بصوت عالي أحسست نفسي للحظة كأنه روحها في يدي هل أقرر قتلها؟ أو الإفراج عنها والذهاب في حال سبيلها؟ فكانت عنيدة جدا وهي تقاومني بشدة وتحدي وإصرار، كانت تحاول الوصول إلى الجهة الثانية بكل هدوء وطمأنينة وكنت أراقب كل تحركاتها المضحكة .
وكأنها تقول كيف سأتخلص من هذه المتطفلة عليه فهي بلا رحمة ولا شفقة فأنا أمشي في حال سبيلي! لماذا تلحق بي ماذا تريد مني؟ ولكني بعون الله سأتغلب عليها، عسى أن يناديها أحد من أهلها لتحل عني؛ فكنت أضحك كثيرا عليها وكلما أرادت الصعود للأعلى والوصول لوجهتك الثانية كنت أحبط محاولاتها لتقع على ظهرها مقلوبة وهي تحاول تعديل وضعيتها، وفعلا تنجح في ذلك وكنت مندهشة كثيرة من هذه الخنفساء الشجاعة اسميتها الشجاعة رغم كل محاولاتي لها أن تقع أو تستسلم ولكني أتفاجئ بها رغم الفرق الذي بيننا من حيث التفكير والحجم والمكان، فانعجبت بشجاعة الخنفساء واحييها كثيرا على تحملها لي فقلت لها :تعجبني شجاعتك وإصرارك على تكملة مشوارك والوصول إلى ما يميله له ذاتك وشجاعتك رغم أيضا تحملك قسوتي وغروري واستهتاري المستفز لك فلك تحية من القلب يا صديقتي الشجاعة اذهبي فأنتي حرة واصلي طريقك ولا تستسلمي للهزيمة فهنا انتهى حواري معك .
وأنا ايضا أكملت طريقي نحو أسرتي لتكملة ما تبقى لنا من يوم جميل نقضي معا بكل ود وحب مع أخذ بعض الدروس في جعبتي لتكتمل رحلتي أيضا ببعض الوعظ والعبر في حياتنا مهما كانت العراقيل قوية وصعبة لا نفقد الأمل ولا نجعل اليأس المحطة الأخيرة للحياة، بل نواصل ونستمر في الصعود للقمة والنجاح بكل ثقة وعزيمة .
