ثم ماذا بعد…..؟

ثم ماذا بعد…..؟

د. حسين كاظم الوائلي

رئيس مجموعة ابحاث الطاقة المتجددة وتكنولوجيا الاستدامة

استاذ مشارك وخبير طاقة – جامعة صحار

فيروس كورونا “كوفيد19” يجتاح العالم…الصين، كوريا، ايران، ايطاليا،…ثم…العالم…اسعار النفط تهبط بقوة 40$، 30$، 20$….اسواق الاسهم تهبط…تنهار…العديد من الصناعات تتوقف…دول العالم تغلق الحدود… تغلق المدارس، الجامعات… تغلق المطاعم…المقاهي مغلقة…مراكز التسوق مغلقة… الاصابات بالفايروس تزداد…اعداد الموتى في زيادة…الناس بين الحجر والحذر والخوف والتلفاز والاخبار والشطرنج والنعاس… المستقبل غامض… الصورة سوداوية… والعالم بدأ ازمة اقتصادية لم يشهد لها مثيل… هذا جانب واحد من الصورة ويمكن اختصاره بازمة صحية اقتصادية عالمية أدت الى اغلاق وتعطيل الدراسة في جميع دول العالم وهذا ما لم يشهده العالم منذ اكثر من مئة عام!

ولكن في الجانب الاخر للصورة الصين تحتوي انتشار الفايروس..تبعث مساعدات واطباء الى دول اخرى للمساعدة…دول العالم بدأت بالتعاطف مع بعضها البعض… الاعلام بدأ يتعاطى بموضوعية توعوية مع الحدث…الجمعيات الخيرية بدأت تنشط…العلماء حول العالم شحذوا الهمم للوصول الى لقاح ودواء…الناس اصبحوا اكثر مسؤولية والتزام مع المؤوسسات المعنية…العائلة بدأت تلتقي اكثر وتشعر ببعضها اكثر…بدأ الانسان في كل مكان يشعر باخيه الانسان…

مع هاتين الصورتين نجد انفسنا اما ازمة عالمية كنا نعلم انها قادمة وقد تزداد في قادم الايام، ولكن هذا هو حال الانسان على هذا الكوكب فلطالما ظهرت أوبئة وتصدى لها الانسان وقهرها ولو بعد حين وكذلك سيكون مع كورونا. كذلك بالنسبة للازمة الاقتصادية هي محرك للبلدان والمؤوسسات والمجتمعات والانسان اينما كان لتضافر الهمم والتعاون لصنع غد افضل..حتى يكون الانسان انسان بكل ماتعنيه الكلمة من معنى.

ثم ماذا بعد….هذه فرصة…ليكون الانسان افضل…المؤوسسات افضل… الدول افضل…العالم افضل…لنرى العائلة مجتمعة ودافئة…ليكون الطالب في البيت وبدون مدرسة لكنه مع الكتاب والمعرفة…ليكون كورونا سبب لنزع فتيل التوتر والنزاعات بين الدول..والأسر والقبائل…ليكون الباحث والعالم والاستاذ يبحث عن افكار تحول هذا العالم الى شيء افضل…لتبحث المؤوسسات والمصانع عن حلول ثورية علمية للتعاطي مع مشاكل هذا العالم المعقد…لتكون الازمة خلاقة ودافعة للانتاج ولخدمة المجتمع والانسان نحو الافضل..ليكون الفرد متعلم اكثر..مثقف اكثر…يحب وطنه اكثر…واسرته ومجتمع اكثر واكثر…ليكون الانسان انسان اكثر…ليقترب الانسان لربه اكثر ومن بيته..لنعتذر لبعضنا…لنسامح بعضنا…لنصل بعضنا…ولو باتصال او رسالة او دعاء… ولنؤمن اننا معا سنصل الى بر الامان. هي دعوة للتفاؤل والنظر الى المستقبل والغد بعين الامل. دمتم بخير.