ذكرى الإسراء والمعراج ،، وكورونا يرفعها رب العباد
راشد بن حميد الراشدي
عضو مجلس إدارة جمعية
الصحفيين العمانية
مع هذا اليوم المشهود لصاحبه أفضل الصلاة والسلام ومع ذكرى ليلة الإسراء والمعراج التي أسري فيها بسيد الأنبياء صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس ثم أعرج به إلى السموات العلى ومع الأحداث التي وقعت وغيرت الكون برسالة سيد الأنبياء التي شملت البشرية جمعاء وذكر ربنا سبحانه وتعالى ذلك.
قال تعالى ؛ ( تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا )
اليوم تمر علينا هذه الذكرى الطيبة العطرة ومع الأحداث المتسارعة للنازلة التي حلت على وجه الأرض مرض كورونا ( كوفيد ١٩ ) وعجز البشرية جمعاء عن إيجاد علاج ناجع لهذا العضال سوى الإستعانة بالله سبحانه وتعالى والمقاومة والوقاية واتباع الطرق السليمة في عدم نقل العدوى لاحتوائه والحد من إنتشاره السريع في تسابقٍ محموم بين الأمم لنجاح تلك الحلول الوقائية .
اليوم ومع ذكرى هذه الليلة المباركة التي فتحت فيها أبواب السماء لنبي ورسول الرحمة صلى الله عليه وسلم أناشدكم وأناشد المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بتوحيد الدعاء واللجوء لصاحب الأسباب فاتح كل باب ورافع كل بلاء بأن يرفع هذا الرجز عن العباد ويلطف بهم ويقبل أوبتهم وتوبتهم وتضرعهم إليه
قال تعالى : ((وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ))
اليوم وكما فتحت أبواب السماء لسيد الأنبياء صلى الله عليه وسلم وغسلته من حزنه وفرجت عنه بعد عام الحزن
فرج عنا كربتنا يا رب العالمين واجعل هذه الليلة ليلة خير تغسل بها أرضك من هذا الرجز وهذا الإبتلاء اللهم إفتح لنا اليوم أبواب السماء وفرج همومنا وكربنا وأجعل وصال المحبة والدعاء مفتوحً في كل حين بلا وسيط ولا حواجز سوى رحمتك وفضلك ومرضاتك عنا فلرجوع العبد لربه فرحة عظيمة عند الله بأوبته وتوبته إليه.
فالله قريب سميعٌ مجيبٌ الدعاء
اليوم يجب أن تقف الشعوب الإسلامية وقفةً واحدة مع الحق ونبذ الباطل ودرء الشبهات والعمل على إقامة كل سبل الصلاح والإصلاح من أجل عودة شوكتها المكسورة مع الله أولاً ومع مختلف الشعوب الأخرى ثانياً ومع نفسها ثالثاً ليتبدل الحال إلى خير ونقاء ويسود الأرض النماء ويطهر الله قلوبنا بنور الإيمان ومحبة الرحمن فلا حروب ولا نقم ولا فتن ولانقص في الأموال والثمرات ولا وباء يجتاح الأمم .
هكذا ستسود الحياة السعيدة الآمنة بقاع الأرض ويسود الخير والسرور وترفع الأمجاد
الليلة هي ذكرى جميلة فيها الكثير من العبر والدروس التي مر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أكثر من
1441 عام
ونمر نحن فيها خلال هذه الأعوام مع المحن والإبتلاءات والشدة يظهر الخير والفرح والنور والأمل فعسى أن تكون هذه الليلة الكريمة ليلة الإستجابة لرفع الوباء وصلاح النفوس والعودة للقدوس
ومع معطيات الخير التي تظهر هذه الأيام نأمل وندعو الله أن ينحسر هذا الوباء ويضمحل وينتهي أثره من أمة محمد وسائر الأمم وأن تكون فرحة هذه المناسبة الجليلة مناسبة جليلة أخرى برفع البلاء .
فبتكاتفكم وبانضباطكم واستماعكم للنصائح المتجددة كل يوم عبر وسائل التواصل والإتصال سنصل إلى بر الأمان
فالزموا منازلكم وابتعدوا عن الإختلاط وأماكن الزحام ورحمة ربك وسعت كل شيء
اللهم ارفع الداء عن خلقك عاجلا بقدرتك
كما أسْريت بعبدك ونبيك بقدرتك
حفظكم الله جميعاً وحفظ أوطانكم وحفظ عمان أبية ثريةً وجنبنا جميعاً كل مكروه .
وكل عام والأمة الإسلامية بألف خير .
ليلة آل ٢٧ من رجب ١٤٤١