التزامك بالتعليمات واجب شرعي والتزام أخلاقي لحفظ النفس
بدالله بن حمد الغافري
تعتبر جائحة فيروس كورونا من أكبر الجوائح والأخطار التي مرت على البشرية في عصرنا وذلك لاتساع رقعتها ولعدم وجود لقاح ناجع للتعافي منها.. نسأل الله تعالى العافية منها ومن كل بلية..
وبغض النظر عن سبب تكونها الا أن الدول نكاتفت جميعا في الدفاع عن شعوبها ضد هذا الوباء القاتل أجارنا الله تعالى من شره.. ونسأل الله أن يجمع البشرية على ما يصلح شئونها ويحفظ الأرواح والممتلكات فالحياه حق للجميع وهذا الوباء أظهر لكل عاقل أن الناس أمة واحدة وأن الأخطار لا تستثني أحدا فوجب التكاتف لدفع البلاء..
وقد اتخذت السلطنة كافة التدابير للحد من انتشاره بين الناس من المواطنين والمقيمين وذلك بالعمل علي التباعد الاجتماعي كون الفيروس ينتشر بالملامسة او العطس أو استعمال أدوات الآخرين وما شابه ذلك..
ورغم صعوبة الموقف وتأثيراته السلبية على الاقتصاد الوطني والحس المجتمعي الا أن الحكومة الرشيدة اتخذت قرارات صعبة كمنع السفر وإيقاف العديد من الفعاليات والأنشطة الوطنية وإيقات كل التجمعات البشرية في المساجد والأندية والأسواق وغيرها مما لا يخطر على بال أحد.. حتي وسائل النقل والمنتزهات والأعراس وغيرها حفاظا على الأرواح من انتشار هذا الوباء عافانا الله سبحانه منه ومن كل داء..
نحن كلنا نشعر بالأسى والحزن على هذا الحال ونسأل الله أن يكشف عنا هذه الغمة وان يصرف عنا هذا البلاء وأن تعود الحياة كما كانت.. آمين.
إن الالتزام بتنفيذ آليات العمل للحد من انتشار هذا الوباء واجب على كل فرد في المجتمع، بل هو أمر تعبدي يؤجر عليه المسلم حيث انه تطبيق للهدي النبوي الداعي إلى الحجر الصحي عند نزول الطاعون في الحديث الذي رواه عبد الرحمن ابن عوف رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الطاعون *أذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليها وإذا نزل بأرض وأنتم بداخلها فلا تخرجوا فرارا منه*
فالحجر الصحي عمل شرعي للوقاية من شر الأوبئة عمل به الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام من بعده، وما دام أن الاختلاط مسبب رئيسي لتفشي الوباء فوجب التزام البيوت للحفاظ على الأنفس من الموت والهلاك و لذلك يجب اتباع الارشادات لما للتعاون الجماعي من تأثير إيجابي في الحد من انتشار هذا الفيروس والقضاء عليه.
وحيث أنه لا ضرر ولا ضرار في الإسلام فوجب الالتزام بهذه القواعد واتباع النظم التي تسنها الدولة بصفة مؤقتة حتى تزول الغمة بإذن الله تعالى ومشيئته..
ولا ننسى وجوب التوكل على الله تعالى واستغفاره وتسبيحه وتحميده والتوبة النصوح إليه جل في علاه ،فهو وحده سبحانه وتعالى القادر على دفع كل ضر.. قال سبحانه (أم من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض) فالله وحده القادر على صد هذا الوباء وغيره من الشرور…
فمقاومة الوباء يكون بطريقين:
الأول بالأخذ بإلأسباب المادية كالتداوي والحجر الصحي والوقاية من المرض، والأعمال الاحترازية.
الثاني معنوي/ بالتوكل على الله وتفويض الأمر له سبحانه وكثرة الدعاء والاستغفار والتسبيح والتوبة النصوح والانشغال بالعبادة واليقين بأن الله تعالى هو وحده القادر على كشف الضر
(وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون)
فأكثروا من التوبة والاستغفار فإنه ما نزلت شدة الا بذنب وما رفعت الا بتوبه.