“أحبّكَ بطريقةٍ لا تعرفها”
أروى ناصر القرنية.
كنتُ أردّدها كلّ يوم، في كلّ حين، دونَ أن تُلاحظَ أنّها كانت تختَبِئُ خلفَ كلّ رسالةٍ مكتوبةٍ إليك. أحبّكَ بطريقةٍ مختَلِفة.
لم أحظىٰ بعدُ بالقوّةِ الكافيةِ التي تسمحُ لي أن أعترِف لكَ بأنّ قلبي يحدّثني بحبكَ مِرارًا، و أنّهُ يهيمُ بكَ، و يحبّ اختلافَكَ عن الجميع. هذا القلبُ الذي لا يحبّ بِسهولة، قد حظيتَ بِه أنت.
القلبُ الذي يُخفي كلّ شيء، و يخافُ في الوقتِ ذاته، قد أسرَتهُ كلماتك، و امتلَأ بِكَ و بِجمالِك. يُحِبُّ و يَخاف!
قد قُلتُ لكَ أحبّكَ مرّاتٍ لا تُعدّ في كلّ يوم.
قلقي عليكَ في الساعتينِ التي تغيبُ فيهما، اهتمامي بالتفاصيلِ الصغيرةِ التي لعلّها لا تهمّكَ أنتَ حتىٰ، أصدقاؤك، عائلتُك، أيّامكَ كيفَ تمضي، الحياةُ كيفَ تسيرُ معك، و حالُ المضغةِ التي تنبضُ في أيسرِك، و حديثي الذي لا ينتهي عن كلّ التفاصيلِ التافهةِ في أيامٍ باهتةٍ -لولا وجودك- اعترافاتي التي أُلقيها هكذا بلا بالٍ؛ لأنّها كثيرةٌ، و كلّها لكَ وحدكَ أنت. و غيرتي المختبئةُ خلفَ غضبي -الذي لا أجدُ جدوىٰ لإخفائه- بعد مدحكَ لأحدهم، أو حديثكَ الطّويلِ معه.
أنا ليسَ ليَ الحقّ بكلّ ذاك، و لكنّني أريدكَ ليَ وحدي، نَعم أنانِيّةٌ بِك، لا أريدُ لغيري أن يتأثّرَ بجمالِكَ و قلبك و كلّك، نارُ الغيرةِ يا عزيزي لا ترحمُ أبدًا. قد قُلتَ لي بأنّهُ محظوظٌ بي، لستَ تدري بأنهُ أنت. و الواقِعُ أنّني المحظوظةُ لأنّني حظيتُ بواسِطةِ العقد! هكذا تجرّنا أقلامنا؛ لنَكتُبَ مالا نقدِرُ عليهِ دُفعةً واحدة، لنعترِفَ بكلّ شيءٍ بجرأة، نكسِر حواجزَ الخجلِ، و نعترف؛ لأنّنا نذوبُ جدًّا بحضرةِ حبٍّ كهذا، و جمال. سأقولُ أيضًا بأنّني بحثتُ كثيرًا عن تعريفٍ للحُبّ، كانَ يصعبُ عليّ أن أجدَ واحدًا مناسبًا، الكلمةُ غامضةٌ جدًا، و تكاد أن تكونَ بلا تعريفٍ حتىٰ، أو يصعبُ العثورُ عليهِ بالأحرىٰ.
يا ساكِنَ اليسار، بعدَ معرِفتك، المُريب في الأمر أنّني أصبحَتُ أعرفُ التعريفَ الذي أبحثُ عنهُ للحُبّ بِسهولة، بكلمتينِ أو بواحِدة، الحبُّ أنتَ، كما الخيرُ و الفرح كذلك! و أيضًا، كي لا يخفىٰ عليكَ الأمرُ كذلك بعدَ هذهِ الاعترافاتِ الثّقيلة، أخيرًا أنتَ مُلهمي، و إلهامي.
“يا صديقي الذي أحبّه، يا حبيبي الذي أُصادِقه”.