منى المعولية
لفت انتباهي تنويها تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي صادر عن مستشفى
السلطاني يتضمن قراراً باقتصار الزيارة لمرضى الأورام وأمراض الدم بحيث على الأقارب من الدرجة الأولى فقط .
ومن منطلق التأييد والتعزيز لهذا القرار وحرصا على سلامة هذه الفئات يجب علينا توخي المراعاة والحذر والتعامل مع هذا الأمر من باب المسؤولية الانسانية واتباعه كثقافة اجتماعية بديهية نكتسبها لزمن قادم لتكون عادات فردية وقوانين يسنها المرء على نفسه قبل أن تفرض عليه من الجهات المعنية، لايخفى على الجميع تصنيف فيروس كورونا (كوفيد ١٩) إلى جائحة عالمية تجعلنا نأخذ الأمر بمزيد من الاهتمام والكثير من الحذر، لا يمكن منع هذا الفيروس من اجتياح حدود البلد فيبدو أنه بطريقة أو أخرى يستطيع النفاذ ولو على سطح جسم جاف لينتقل إلى الانسان الذي يلامسه فيأتي التصدي له بمحاولة منع انتشاره فتتخذ الوقاية كخط دفاع أول، وكما نردد دائما أن الإنسان طبيب نفسه، بغض النظر عن أدوات التعقيم وغسل اليدين باستمرار لكن الأهم من ذلك كله هو الابتعاد عن الأماكن التي نعتقد ربما أنها قد تصبح بؤرة للانتقال من والى الإنسان، فلماذا لانحد من تلقاء أنفسنا قدر الإمكان من الذهاب إلى الأماكن العامة وفي مقدمتها المستشفيات عند المقدرةعلى ذلك، فبوجود قنوات فورية للتواصل ووسائل اتصال نستطيع من خلالها أن نطمئن على احبائنا وبالتالي تخفيف الزيارات عنهم فما نستطيع نحن احتماله وما يمكن للعوالق التي تعبر إليهم منا عن غير قصد قد لا تستطيع أجسادهم الهشة مقاومتها نتيجة انخفاض معدل المناعة لديهم، وقد يغيب عن ذهننا العابر أمراً مهما أخر أن هذه المستشفيات بالنفس قد تكون بؤرة الاصابة فمن الطبيعي أن المريض الذي يشتبه باصابته سيمر خلال تلك الدهاليز والممرات لتلقي الفحص والمعاينة، ولا يأتي هذا الكلام من باب التهويل أو التضخيم بل من باب التوقع المنطقي للأشياء وبالتالي التعامل بحذر من خلال تلك المعطيات، فكوننا نأخذ بالأسباب لتفادي أضرارا قد نكون نحن أحد أسباب انتشارها وتناقلها، وينطبق القول ذاته على أماكن التجمعات خصوصا تلك العابرة للقرى والمدن أي انتقال من منطقة تكون فيها احدى الحالات حاملة للفيروس بطريقة أو أخرى أو ربما لانضمن ضمائر المنصوحين بالحجر المنزلي في بعض الأحيان إذا ما كانوا قد خانوا إلتزامهم، طرق الانتشار كثيرة ومتاحة وواردة ولكن طرق النجاة والوقاية أكثر، وقياسا على ذلك يمكننا تطبيق الامتناع الذاتي عن حضور الفعاليات غير المهمة مثل المباريات والأماكن الجماهيرية أو حتى تلك التي قد نراها من الأساسيات والتي بسبب التجمعات الكثيرة فيها واختلاط الناس عن قرب قد يتسبب بانتقال تلك الجائحة وتفشيها فكل قوانين العالم ترجح اتباع ما هو الأصح والأصح لوقاية الإنسان وبدل من تراشق اتهامات التقصير أو صب وابل الانتقاد اللامدروس وتحميل المؤسسات حتى عبء تكاسلنا واستهتارنا في اتباع الارشادات والنصائح الموجهة إلينا، وكذلك أحيانا عدم درايتنا ولا اطلاعنا بالاستراتيجيات المتبعة لإدارة الأزمات فنجد أصواتا ترتفع على منصات التواصل تلك المنصات التي أصبحت منبرا للعاقل والجاهل لكي يقول ما شاء بمنطق أو لامنطق فقط من باب الاحتجاج والذي نقول أنه حقا متاحا في حالة واقعيته وإدراك المنادي نفسه، وقد تكررت مؤخرا كلمة (عدا عمان) أحذ البعض للأسف يرددها لأنها لامست هواه وأفكاره ، فعلى أولئك التمهل والاستدراك وعدم الانجرار وراء كل ناعقة ونائحة فسلطنة عمان هي بلد مستقل، بخططه وظروفه ومقاومته أيضا وببنية تحتية قوية
وهي ليست بالتابعة لأحد وما يحركها هوالإدارة الذاتية المتأنية والتسلسل المنطقي لمعالجة جميع أمورها وليست أجندات تفرغ دلو الغير ولا العشوائيات.