الصناعات الحرفية العمانية
هلال بن حميد المقبالي
تحتفل السلطنة متمثلة بالهيئة العامة للصناعات الحرفية، في الثالث من مارس بيوم الحرفي العماني ، ويأتي الإحتفال بيوم الحرفي العماني تكريماً للحرفيين ، وتشجيعهم على الإهتمام بالموروث الحرفي، وتكريمهم على ما قاموا به من أعمال خلال عام كامل، و كذلك لتعزيز الجهود نحو الإرتقاء بالصناعات الحرفية وحمايتها من الإندثار والزوال.
تعتبر الصناعات الحرفية التقليدية تراث ازلي، وهوية وطنية خالدة للدول، مهما كانت نوعيتها واستخداماتها ، و عُمان بحمد الله تزخر بالعديد من الصناعات الحرفية، التي كانت مصدر رزق للمواطن على مدى أعوام عديدة ، و لقد أولى والدنا جلالة السلطان قابوس طيب الله ثراه إهتمامه بالصناعات الحرفية فأمر عام 2004م بإنشاء الهيئة العامة للصناعات الحرفية، و ذلك بهدف النهوض بالصناعات الحرفية بمختلف أشكالها في السلطنة، ودعم جلالته طيب الله ثراه، هذا الإرث الحرفي في عام 2010 م بجائزة السلطان قابوس للأجادة الحرفية، دعماً لمسيرة الحفاظ على الصناعات الحرفية التقليدية، إيماناً منه بإن هذه الصناعات الحرفية، تعكس الهوية العُمانية الاصلية وجزء لا يتجزأ من المورَوث التاريخي العماني.
واذكر عندما كنت صغيرا، كنت اذهب مع والدي رحمة الله عليه الى سوق الرستاق القديم ( أبو ثمانية) وكنت أشاهد من يمتهن هذه الحرف وهم يقومون بأعمالهم، من التصفير، الحدادة، الحياكة، الدباغة والصياغة، وكنت اقف فترات تستهويني ضربات المطارق، وهي تعزف أيقونة جميلة بأنغام مختلفة بإختلاف المصدر ، وكذلك كانت أشاهد في العديد من المحلات التجارية، مزيجاً من معروضات الصناعات السعفية بمختلف أنواعها، وأ؛شكالها ، والصناعات الفخارية أنواعها ، وأحجامها، و يكاد لا يخلو أي محل من ذلك، وحتى الباعة تجدهم يقومون بعمل السعفيات أمام محلاتهم، يستغلون الوقت لإتمام عملهم، ولكن وللأسف الشديد الآن نادراً ما نشاهد هذه الجماليات في الصناعة، والأيدي الماهرة ، أفتقدناها بمعنى الكلمة، فأين ذهبت هذه الجماليات؟.
إن الغاية من إنشاء الهيئة العامة للصناعات الحرفية، هو المساهمة في تنمية وتطوير الصناعات الحرفية، و توفير خدمات التوجية والإرشاد، و تقديم خدمات التدريب والتأهيل للعاملين في مجال الصناعات الحرفية، والسعي نحو توفير كافة الإمكانات والموارد اللازمة والمتاحة لدعم هذه الصناعات من كافة الجوانب التسويقية والتمويلية والإدارية، والمحتفظة عليها، والإهتمام بها، ولكن ما نراه من منتجات حرفيه تاتينا من خارج البلاد تغزو أسواقنا، وتنافس الحرف العُمانية ، و خاصة حرفتي السعفيات والفخاريات، ومزاولة الوافدين حرفة الصياغة، والحياكة، يعكس تطلعات ورؤية المجتمع في رقي الصناعات الحرفية العُمانية، وكذلك يتنافي مع أهداف الهيئة العامة للصناعات الحرفية، فأين الهيئة من ذلك؟…