2024
Adsense
مقالات صحفية

بين الفقر والغنى هنالك أشياء

حمد بن سيف الحمراشدي

 

الفقر ليس عيباً عبارة كثيراً ما تردد على أفواه الكثير من الناس وخاصة الذين لهم نصيب قليل من الرزق، والغني يردد أيضا الغنى ليس حق ولو لم أعمل وأجتهد لما أصبحت غنياً وذاك حقي.
الفقر نعم ليس عيباً لو أدرك الجميع أن في ذلك سر من أسرار الله عز وجل.
فنحن جميعاً نعلم أن الله خلق الخلق كله في أمرين كأن نقول ليل يقابله نهار  والذكر والأنثى والعلم والجهل وما إلى ذلك ؟
والفقر يقابله الغنى الذي سوف نتطرق إليه بشيء من الإسهاب .
في الكتاب العزيز ورد ما يشير إلى الفقر كثيراً، وكذلك الغنى وأخبرنا جل جلاله عن أجمل صفات الفقير حين قال ( وتحسبهم أغنياء من التعفف) صدق الله العظيم .
هنا  أبرز جمال صفات الفقير ذلك أنه بحاجة إلى من يعينه في معيشته ولكنه يستجيب لربه ويتعفف عن سؤال غيره تلك الصفة الحميدة التى تميز بها قد لا نجدها مع الكثير سواء بعض الفقراء الذين لا يبحثون عن رزقهم ولو بالشييء اليسر وإنما يقحمون أنفسهم على غيرهم في السؤال وقد يجد و قد لا يجد، وربما في عصرنا هذا أمتد الأمر إلى أبعد من ذلك فيتخذه  البعض أي (السؤال) مصدراً للعيش  غير آبهين ولا محتسبين التعفف خلقا.
وبالمقابل هناك الأغنياء الذين لا يكادون يهنئون  بما لديهم  من خير ونعيم وأنما يسعون للمزيد ولو على حساب غيرهم ولا ينفقون في ما أمر الله به في إعانة غيرهم من المستحقين من الفقراء، قال تعالى (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم أن صلواتك سكنا لهم)، هنا العبرة والإعتبار لمن كان له عقل في أمرين الأول فعل الأمر خذ وهذا ما يخص أولي الأمر والثاني التوضيح الواضح ويخص صاحب المال أو الغني أو من هو في حكمه أو الفقير ذاته ممن تجب عليه الزكاة وهو تطهير للمال والبدن والأبناء .
ويعلمنا رسول الله صل الله عليه وسلم في هذا الشأن وحيث أنه لا ينطق عن  الهوى أن هو إلا وحي يوحى من رب الكون حين قال ما نقص مال عبد من صدقة.
سبحان الله هذه التعليمات والتوجيهات الإسلامية التي يغفل عنها في وقتنا الحاضر الكثير من الناس نجدها مهمة جداً في إسعاد المسلم، وتريح النفس، وتزيد من الرزق .
الفقير وهو المحتسب عند الله تعالى، وجعله وسيلة للكثير من الأمور أبرزها التآلف بين الفقراء والأغنياء وسببا الثواب والأجر وأيضا سببا لزيادة الرزق والخير بين أفراد المجتمع الواحد .
الفقر نصيب جعله الله للبعض حين قسم الأرزاق بين الناس في كل شي سواء في الصحة أو المال أو الجاه.
وفي كل التوجيهات والتعليمات من الله على حد سواء ولهذا فأنه علينا أن نجعل الفقير في نصب أعيننا لأن الله أراد له نصيب معلوم من الحياة كأن يرزق البعض البنات ويرزق البعض الآخر البنين ويجعل من يشاء عقيما.
هنا تبرز أمامنا صفة هامة وضرورية وهي الإيمان العميق بالله ومن ذلك إتساع أبواب الرحمة والخير والعبادة.
ويبق لي أن أشير هنا أن الفقر مستويات وأنواع وذلك وفق ما قدر الله وأذكر الشيء اليسير لا الكثير مثلا من كان غني بالمال قد تنقصه الصحة والعافية، ومن وجد الصحة مثلا لم يجد المال أو الجاه وهكذا وفي ذلك حكمة الله لكي يجعل الناس في حاجة لبعضهم البعض لتسود المحبة والخير والأمان .
فواصل عديدة بين الغنى والفقر وبين هذا وذاك علينا أن ندرك الأهم وهو أن الفقير أكثر محبة لله لما يعانيه من مشقة الحياة والصبر عليها وما بها .
والفقير أيضا هو من لا يجد قوت يومه والبعض يراه هو فقير الإيمان وهكذا.
قال صلى الله عليه وسلم (من بات آمنا في سربه ماكلا  قوت يومه كمن حاز على الدنيا وما فيها) الله أكبر على هذا التوجيه الذي يغيب عن الكثير .
وما زاد عن حاجتك فهو ليس لك بمعنى أن الزائد عندك ليس من حقك أنه من حق صاحب الحق غيرك .

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights