عن السلطان، الشعب، والدولة
عبد الرزاق أحمد الحسيني
تاريخ زاخر بالمجد والعظمة، وامبراطورية واسعة تمتد من سواحل الهند إلى الساحل الشرقي لأفريقيا.
شعب، مسالم، كريم، لكنه في النوائب عظيم، هم أسياد البحار، من غوادر حتى زنجبار.
دولةٌ كبيرة، حيث الحضارة والثقافة والتقدم، منحها الخالق سبحانه وتعالى كل عوامل العظمة والكبرياء، للنجاح والنماء، فصارت محجّاً لكل من يريد السلام والأمان، فكانت بحق: عُمان، بلاد الأمان.
أما سلاطينها العظماء، الذين فتحوا الدنيا شرقاً وغرباً، الذين حافظوا على استقلال البلاد لمئات السنين، وأضحوا أباطرة المحيط الهندي، فقد خطب ملوك العالم ودّهم، بعد أن أثبت العمانيون أنهم أعظم من ركب الفلك، ونشروا الأمان من الهند إلى أفريقيا، وعلّموا الدنيا أصول التجارة والاقتصاد البحري.
أما السلطان المعظم قابوس بن سعيد، رحمه الله تعالى، فهو موسوعة سياسية كبيرة، يتعلم الجميع منه معنى السلام والازدهار.
كانت عُمان حالةً فريدة للتعايش والسلام الإقليمي والعالمي، فلم تدخل السلطنة في عهده في أي نزاع أو صراع أو خلاف مع أية دولة في الإقليم والعالم، في الوقت الذي انتشرت فيه الصراعات والحروب، كانت السلطنة هي الحكم والوسيط والحكيم لعلاج أي نزاع ، وهي الرجاء للمتصارعين ، من أجل الوصول للصلح والسلام.
كما لم تعاني السلطنة من أي اضطرابات داخلية، في الوقت الذي هاجت وماجت فيه المنطقة العربية في بحر من الاضطرابات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، كانت السلطنة نموذجاً رائعاً للسلم الأهلي والتآلف المجتمعي، وحبّ الوطن والسلطان.
لقد رسّخ السلطان قابوس رحمه الله أسس الدولة الحديثة، والتطور الحضاري، والثقافي، والاجتماعي، بحيث أضحت عُمان أرض السلام والأمان والرخاء والرقيّ.
رحم الله السلطان قابوس، وجعله من سكان جنّات النعيم، وسيظل ذكره على مدى الزمان، صانعاً لتاريخ منطقة حساسة جيوسياسياً واقتصادياً في هذآ الكوكب، في فترة تاريخية هامّة.
وكان الله في عون السلطان المعظم هيثم بن طارق آل سعيد، ليكمل مسيرةً ناجحةً، وسيرةً عطِرةً، ونهجاً قويماً.
لتحيا عُمان .. بلاد الأمان ..