في يوم رحيل رجل السلام عمان سطرت أروع المُثل للعالم
راشد بن حميد الراشدي
عضو مجلس إدارة جمعية
الصحفيين العمانية
بالأمس الآسي والقاسي على قلوبنا جميعاً وقلوب ملايين المحبين لجلالة المغفور له السلطان قابوس بن سعيد المعظم سطرت عمان أروع المثل في لحمة وطنية كبيرة سادت عمان من أقصاها إلى أقصاها .
فمع الحزن الكبير الذي خيم على عمان ومع الفاجعة المريرة التي حلت على بلادٍ لم تعهد إلا السلطان الراحل لها طوال خمسين عاماً؛ مضت سريعاً تحت حكمه كلها كان مذاقها أحلى من الشهد.
ومع كل ذلك الإصفرار في الأوجه المكلومة برحيل رجل السلام .
كانت عمان على موعد في فصلٍ من فصولها المشرقة التي أرادها جلالة السلطان الراحل وأرادتها الأسرة المالكة الكريمة وأرادها رجال عمان المخلصين الذين عُهد إليهم حمل الأمانة في وقتٍ عصيب فكان انتقال الحكم في عمان سلسًا في وقت شكك البعض في نجاح تلك التجربة الشوروية التي اختطها جلالة المغفور له لعمان وعائلته الكريمة ليكون الجميع على قدر الحدث ولتضرب العائلة المالكة أروع المثل في رد الجميل بالعمل بمن أشار له جلالته -رحمه الله- في وصيته وتتنصيبه حاكما للبلاد خلال ساعات قلائل فقط ومع بكور اليوم الأول من وفاة سيد عمان وباني مجدها جلالة السلطان الراحل
ليُعلن جلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد حاكمًا لعمان ولتستقر عمان من جديد على قائدٍ ملهم وحكيم سيقود عمان إلى الخير والرخاء والازدهار -بإذن الله- وحوله كوكبة الأخيار من إسرة ملكة عمان مئات السنين وعبرت بها شواطئ المجد منذ أحمد بن سعيد وإلى اليوم.
لقد سطرت عمان والأسرة المالكة للعالم أجمع أروع الدروس والعبر في الانتقال السلس للسلطة فكان انتقالاً راقيًا هادئًا عبر أسسٍ واضحة المعالم وآلية شفافة في الوقت الذي تشهد بعض البلدان صراعات كثيرة على الحكم فعمان دولة المؤسسات والقانون والتضحية من أجل الوطن .
فالذي قام به السلطان الراحل -رحمه الله- من خطوات في إصدار النظام الأساسي للدولة وآلية التوريث في نظام الحكم وما قامت به الأسرة المالكة الحاكمة وبالتعاون الكبير مع مجلس الدفاع العماني مؤشر واضح يعبر عن استقرار منظومة الحكم والخير القادم -بإذن الله لعمان وشعبها- .
كان هناك قلق من بعض المراهنين على انتقال السلطة في عمان والذين انتابتهم العديد من التساؤلات حول انتقال السلطة ولكن جلالة المغفور له لم يترك عمان إلا وقد وضع النقاط على الحروف ولم يترك عمان تعيش في تجارب غامضة بل ترابطت أواصر المحبة والتعاضد بين أفراد الأسرة المالكة الكريمة بفضل الله وحنكة السلطان الراحل طيب الله ثراه
ليتفاجأ العالم أجمع بتجربة عمان الرائدة واختيار الأكفاء لخير البلاد والعباد خلال ساعات معدودة وفترة زمنية وجيزة .
كان مطلع يوم الأمس عصيباً بفقد رجل السلام ولكنه كان يوماً مشهوداً لعمان بسلاسة الأمور وحكمة العقلاء من أبناء عمان الأوفياء ويطلَّ على عمان وأهلها فجرٌ جديدٌ وليمتطي صهوة المجد جلالة السلطان هيثم بن طارق المفدى حفظه الله حاكماً عادلاً ماجداً لوطنٍ عزيزٍ سعيد بإذن الله .
ولتكون عمان مضرب المثل في الخير -رحم الله- فقيدنا الغالي جلالة السلطان قابوس بن سعيد وجعل مثواه الجنة.
وحفظ الله عمان وقائدها وشعبها وأرضها وسماها وكلل جهود سلطانها الى دروب الخير والفلاح .