حمد بن سعيد بن سالم المجرفي
آه يا وجعا تداوي به وجعا ، وألما يقتات به جسدا ، أي فجر قد شق خيوط حزنه من فجر هذا اليوم ، وخبرا شل الأصابع والأرجل .
أي حزن يضاهي حزن إبن تعلق قلبه بأبيه ، فتحين بينهما ساعة الوداع والفراق والرحيل ، لتنهمر الدموع ويحزن القلب .
خبر مفجع يحل على أمة بأجمعها ، كالصاعقة قد رست من السماء ، وقد ضاقت بها رحاب القلوب ، فأطفأت نورا قد سطعت به الأرض ، لتضيق بها الصدور ، وتنزف العين دمعا ، ولا من معين سوى الصبر ، لنواسي أنفسنا به ” إنا لله وإنا إليه راجعون ” .
لتنتقل رحمة الله الى رحمة الله ، وتنعي الأمة قائدا ملهما ، وسلطانا معظما ، وإماما معمعما راسخا عادلا ، ويعرج به إلى ملكوت السموات والأرض ، فطبت وطاب مقامك يا مولاي .
فجر مخيف طل على عُمان ، ليس كأي فجر ، فالرياح هيجاء تصارع الرياح ، تؤرقنا وتخبرنا عن مصاب جلل .
فيصبح يومنا مرا مؤسفا ، يائسا كئيبا ، تحيط به الآلام ، دمعها ينزف ، وقلبها يئن ، لا يصحو من الصدمات ، ولا يصدق ما أخبر به ، يظن بأنه وهم ، أو نسج من الخيال ، يحاك بالأقاويل ، فتزداد الصدمة حين تتلقاه أخبار فاجعة ، رغم سطوع الشمس وشروق أشعتها ، غير أن الحزن يسود بإشراقها فتظلم برحيل رجل الحكمة ‘ والسلام ، ونتمنى بأن لا يطل علينا الصباح ، من غير حضور والدنا’ وقائدنا ، إن القلب ليحزن ، وإن العين لتدمع ، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا على فراقك يا قابوس لمحزونون .
” عظم الله أجرك يا وطن “
