2024
Adsense
قصص وروايات

الألم…

بدرية السيابية

نزل سامي من أعلى سلم بيته مسرعاً خائفاً وعيناه تبحث عن شيئا ما، يلهث من تعبه ودارت به الدنيا عند آخر درجة من السلم وقع على وجه ونزف من أنفه وهو يصرخ سلمى… سلمى أين انتي؟؟ لا تتركيني.. يا سلمى.. أرجوك لا تتركني.. وظل على حالته هكذا إلى أن سمعته أمه وهي  في حديقة المنزل تسقي الورود وتهتم بها وكأنها شيئا ثميناً تلك الورود الجميلة تنبهر لمشاهدتها وهي وسط الأشجار لألوانها الزاهية.

تركت الأم كل شي من يدها وتوجهت مسرعة نحو ولدها ودقات قلبها تتسارع مع سرعة خطواتها ارتطمت على الأرض محاولة رفع جسد سامي ووجه مغطى بدماء أنفه النازف، وهي تنادي : سامي ماذا بك يا ولدي؟ سامي سامي! وظلت نصف ساعة من الوقت بعدها  فتح سامي عيناه المتثاقلة ووجد أمه أمامه فحضنها وظل يبكي كبكاء طفل  فقد أمه في زحام الطرقات، كان سامي يتمتم بكلمات غير مفهومة تارة يقول سلمى وأخرى لا تتركيني وظل على حاله هذه.

وظلت أم سامي تهدي ابنها وقالت له :انسى سلمى ياسامي فقد اختارها ربها لترتاح معه في جناته الخالدة فادعوا الله أن يغفر لها ولا تجعل التفكير يسيطر عليك فاستغفر الله وسلم أمرك للخالق فله حكمة في كل شي، هنا قال سامي :أنا كنت السبب في موتها فلولا لم أصر عليها للذهاب معي لما ذهبت عني وتركتني بحسراتي وندم يقتلني لماذا يا أمي حدث ذلك؟ بكت الأم فوق إبنها وهي تمسح راسه بكل حنان وحب وتذكره بذكر الله وأن ما حدث لها هو قضاء وقدر من عند الله.

هكذا كان سامي يعاني من ذكريات أليمة وكوابيس تراوده في ظلمات الليل واقنع نفسه بأنه هو السبب وظلت صورة سلمى تحوم حوله لفترة من الزمن فكل من يزور سامي يجد الإحباط والحزن والوجه الشاحب المتعب من التفكير وكان قليل الكلام ويمشي بترنح غير متوازن الخطوات، فلقد كان قلبه مع سلمى وفكره  يقول كيف سالتقي بسلمى؟؟

وفي الصباح التالي ذهبت أم سامي للطابق الأعلى حيث غرفة إبنها سامي وطرقت الباب عدة مرات ولم يجب سامي فظلت الأم تطرق الباب بجنون والخوف قد تسلل لعمق قلبها وفي نهاية الأمر كسرت الأم الباب بضربات قوية بقدمها إلى أن فتح الباب
وجدت الأم إبنها لا وجود له بغرفته فظلت تنادي سامي أين أنت؟

فنزلت مسرعة وهي تنادي سامي.. سامي، وخرجت من البيت متوجهة إلى خارج المنزل وهي تنادي إبنها بعدها سمعت الأم صوت خرير الماء قريبا من حديقة المنزل  وتحديدا مكان الورود المزروعة بالحديقة ذهلت الأم من منظر إبنها وهو يحضن الورود مستلقياً على الأرض وقد فارق الحياة فصرخت الأم على ما رأيته من حالة إبنها فكانت سلمى تحب تلك الورد وتراقب نموها يوميا واهتمامها بها كان  يسعدها.

كانت نهاية سامي مؤلمة وحزينة، وجعلت أمه تحزن طول العمر، وعلى الإنسان أن يتحلى بالصبر، وعدم التفكير بشيء  قد يجعله مريضا نفسيا وجسديا، وعلينا أن نؤمن بقضاء الله وقدره فكلنا راحلون وعلينا أن نتحلى بالصبر.

ملاحظة.. أسماء الشخصيات من نسج الخيال.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights