ضحايا التقاليد
إلهام السيابية
تململت هناء على سريرها رافضة لحافها الذي كان يلفها بثقل مخمله، والنوم الذي غادرها آسفا على لحظات الراحة التي ولت ، أحست بحرارة جسمها تتصاعد، ليتها لا تفكر في شيء الان الا النوم ولكن عقلها ما يزال يجمع ويطرح ، أمسكت برأسها بقوة رافضة ذاك الصوت الذي يدعوها لفتح الموضوع من جديد،لم تتقبل فكرة رفض الزواج لمجرد ان الشاب غير معروف الأصل، ياله من كلام غير منطقي ، هل هذا ما يجب أن نتمسك به ، أصول القبائل ، لا أصول الدين ، كلنا بلا استثناء خلقنا من أصل واحد ، كلنا نقول أبانا آدم وامنا حواء ، جاءت العقيدة لترسم فينا مفاهيم المساواة بين الأفراد والمجتمعات ،لما ومن أجل ماذا ؟؟؟ هي ما تزال تتعمق في التفكير ، تذكرت واحدة من صاحباتها التي تزوجت شخص غريب من بلاد غريبة ، كانت تدرس معه ، وعندما عادت لبلدها جأها يترجاها لتتزوج منه ولكنها رفضت لأنه ليس مسلم ، ففأجأها بانه قد اسلم قبل أن يحضر إليها وتم الزواج ، ترى هل تعقدت الامور بينهم ام ماذا ؟ لم يكلف الاب عناء السؤال عن الخاطب وإنما تقبله لمجرد أنه دخل الإسلام وان علينا ما عليهم…والبقية من الشباب الذين يتقدمون للنساء مسلمين يتحلون بالأخلاق الحميدة والصفات المحمدية ولكنه يتم رفضهم لمجرد أنهم ينتمون لقبيلة أخرى أو ان قبيلتهم غير معروفة ، تذكرت أيام مضت، ربما تكون موجودة ولكنها لا تجد لنا آذان صاغية، ان يزوج الاب ابنتة بكم تحفظ من كتاب الله ، اما الان فكم لديك من المال لتدفعه لابنتي ، وهناك من يدفع الكثير ولكنه لا يبقى معها الا شهور قليلة وبعدها يتم الانفصال بدون اسباب تذكر .
تذكرت الحديث الذي يحث على إنتقاء الزوجة المناسبة وفي نهاية الحديث يقول الرسول الاعظم : إظفر بذات الدين ..ذات الدين …. وفي القرآن عندما تأتي صفات المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات …تأتي في اخر السورة ان أكرمكم عند الله أتقاكم ما تحمله من دين وما أعزه لأنه يعز الإنسان عن سفائف الأمور …فأين نحن من جليبيب؟؟ الفقير في قومه لا يكاد يعرفه أحد ، الذي قبلت به فتاة من أرفع القبائل لانها رفضت امر والديها وقبلت بما امر به رسول الله ولكنه في ليلة عرسه مات في ارض المعركة لأنه فضل ان يقضي لحظاته الأخيرة جهاداً في سبيل الله ، لا حباً في دنيا فانية وإنما حبا لجنة غالية.