مجلس الشورى وأدواره المنوطة به
سعيد بن أحمد القلهاتي
تظهر في هذه الأثناء الكثير من التذمرات والاستياءات من قبل الناخب تجاه المرشح لعضوية مجلس الشورى فتجد هذا يقول لن أرشح العضو الفلاني لأنه لم ينجز لي طريق أمام منزلي وآخر لأنني طلبت منه عمل كاسر سرعة ، وغيره لم يجد وظيفة لإبني ولأنه لم ينقل إبنتي .. وهكذا تمضي مثل هذه التحفظات على هؤلاء المرشحين من قبل الناخبين ، وهنا حقيقة أتساءل أين دور الإعلام والمسؤولين في البلاد تجاه بيان المهام والمسؤوليات التي يضطلع بها مجلس الشورى ، نعم أنَّ هناك ندوات إعلامية وحوارات متلفزة قد أقيمت في هذا الجانب ولكنها لم تكن بتلك الصورة التي يفهما ويعيها الجميع .. ولذلك فإنَّ هناك حاجة إلى إيضاح حقيقة دور عضو مجلس الشورى وذلك لدرء شيئين مهمين في واقع الأمر أولهما انتقاء العضو المناسب الكفؤ الذي سيكون عوناً للمجلس وثانيهما إبعاد الضغينة والجفاء بين الناخب والمرشح فأتوقع بإيضاح أدوار مجلس الشورى التي تكمن في المجالات الرقابية والتشريعية وليست المجالات الخدمية ، بذلك لعل تكون هناك قناعة تامة لدى الناخب وبالتالي سيغيِّر رأيه في هذا الجانب بل وحتى في المجلس ذاته فكثير ممن لم يطلع على مهام ومسؤوليات المجلس تكمن لديهم تحفظات على المجلس .. لذلك أرى من وجهة نظري تكثيف الندوات والملتقيات من خلال زيارات لبقية المحافظات وذلك من أجل إيضاح دور مجلس الشورى ، وياحبذا لو ينزل المحاضر أو المتحدث إلى أدنى مستوى في كيفية التبليغ كي يكون شرحه في متناول فهم مختلف شرائح المجتمع .
أخي الناخب أختي الناخبة إنَّ دور عضو مجلس الشورى ليس قائماً على تقديم مثل هذه الخدمات فحسب بل هناك مهام ومسؤوليات جسام ملقاة على عاتقه ، نعم هو مطالب بالوقوف بجانب أهل ولايته وبلدته .. ومع هذا نجد هناك بصمات واضحة لبعض المرشحين جزاهم الله خيرا إذ تجد الكثير منهم واقف موقف الإنسان المخلص لأهل ولايته وبلدته حتى ما قبل فترة الترشيحات .
إخواني / أخواتي : إن كنا نعوِّل على العضو المتخب قيامه بهذه الخدمات فقط – فإننا بذلك قد أنقصنا من دور المجلس ولم نعطيه حقه الذي أنشىء من أجله .
فدور مجلس الشورى ممثلاً بمكتبه ولجانه أكبر من ذلك فهناك مشاريع القوانين التي تخرج من مجلس الشورى وهناك الخطط والبرامج والاستراتيجيات التي يضعها أعضاء مجلس الشورى والأخرى التي تحال إليه للدراسة من قبل الحكومة وبالتالي تنصب هذه القوانين والتشريعات والأنظمة والخطط والاستراتجيات في قالب الخدمات التنموية التي ينشدها المواطن .. لذلك علينا أن ننتقي العضو المناسب الكفؤ الذي نعول عليه النهوض بمستوى بلادنا الغالية عمان إلى مصاف الدول المتقدمة التي ظهرت وظهر بريقها اللامع من خلال الجهود التي تُبذل بداخل قاعات وأروقة مثل هذه المجالس .
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه .