الأولاد.. أمانة ومسئولية
راشدالفجري
قال تعالى ” المال والبنون زينة الحياة الدنيا “
إن الابناء هم زينة الحياة ، وهم الفرحة حين ولادتهم ، وهم السعادة حين يكبرون، واعظم نعم الله على الانسان نعمة الاولاد ، يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور، ويجعل البعض عقيماً، سبحانه هو القادر إذا اراد شيئاً قال له كن فيكون.
فالبيت الذي يوجد به اولاد تسوده الضحكة والطمأنينة وتغمره الفرحة والسرور، مشاهدة الاولاد تسعد القلب والحديث معهم ترتاح له النفس، فهم الرابط المتين بين الاب والام ، فأول مايفكرون فيه في حال حدوث خلاف أو سوء فهم بين الابوين هم الاولاد فلابد ان يتغاضى اويتجاهل احد الطرفين من اجل الاولاد حتى لا يعيشوا بعيداً عن الاب او الام في حال الإنفصال
فالاولاد هم أمانة تقع على عاتق الابوين ومسئولية عظمى، أمرهم الله بحفظ هذه الامانة ورعايتها وأن يحسنوا تربيتهم بالتربيه الصالحة التي تخدم دينهم ودنياهم ومجتمعهم،
وان يغرسوا في نفوس هؤلا الاولاد طاعة الله وحب رسول الله وحثهم على الصلاة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( مُرُوا أولادكم بِالصلاة وهم أبناء سبع سنين ، وأضربوهم عليها وهم أبناء عشرٍ ، وفرقوا بينهم في الْمضاجع ).
وان نعلمهم كيف يحترمون الصغير ويوقرون الكبير فما نلاحظه من بعض الاولاد في هذا الزمن انه يتلفظ على والديه بألفاظ دنيئة وينهرهما ويتأفف في وجوههم متجاهلاً قول الله
(ولا تقل لهم أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريما)، فشددوا على اولادكم وهم صغار حتى لايتطاولون عليكم حين يكبرون وانتم تشيبون.
تربية الاولاد ومسئوليتهم ليست مختصرة على الاب فقط بل إن
الام لها الدور الاكبر في التربيه والتعليم بحكم تواجدها في البيت وقربها من الأولاد، فهي المُدرسه لإنها من تنشئ هؤلاء الاولاد النشئة السليمة وتعلمهم ابجديات الحياة في اصول التربيه والادب ، وعليها ان لا تتغاضى اذا اخطأ اوقصر احد الاولاد ، الواجب عليها ان ترشدهم الى الصواب بعيد عن العنف والتذمر وإعلاء الصوت، وان تسمح لنفسها بإن تعطيهم الوقت الكافي بالجلوس معهم تحاورهم بالحديث في مابينهم وتلاطفهم بعض الاحيان، وان لاتلتهي بأمور البيت او العمل وتترك الاولاد يعملون ما يشاءون دون رقيب ولا حسيب
فكلكم راعي ووكلكم مسئول عن رعيته ، فالرجل راعي في بيته ومسئول عن رعيته ، والمرأة راعيه في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها .
الاولاد امانه فحافظوا عليهم واحسنوا تربيتهم وتأديبهم وتعليمهم
فانكم مسئولون عنهم أمام الله .