التنمية وخدمة المجتمع

:
عيسى بن عبدالله الشحي
عشيرة جوالة نادي خصب
لا يمكن للإنسان أن يعيش معزولاً عن المجتمعات صغيرة كانت أو كبيرة فالإنسان خلق بطبعة اجتماعياً وعليه أن يدرك أنه جزء لا يتجزأ من المجتمع المحلي الذي يعيش فيه، ولقد آمنت الحركة الكشفية وفق مرتكزاتها بواجب خدمة الآخرين التي ما لبثت أن تطورت من خلال البرامج الكشفية ومناهجها إلى موضوع حيوي هام لا يستطيع إطلاقا المجتمع العربي أو العالمي أن يتجاهله ألا وهو تنمية المجتمع.
إن تنمية المجتمع عملية تربوية تقوم على العمل الجماعي وتأخذ طريقها داخل المجتمع وتؤدي إلى تحسين مستوى المعيشة، حيث إن الأفراد أنفسهم هم المستهدفون من هذه العملية، وما يميز تنمية المجتمع عن غيرها من الاتجاهات وتلك الخطوات التي يقوم بها الأشخاص أنفسهم مستخدمين مواد مجتمعهم ابتداء من التعرف على الاحتياجات وحتى مرحلة التقييم النهائي.
وبصورة نموذجية تتحول تنمية المجتمع إلى عملية ديناميكية مستمرة وبالاستفادة من النجاح والفشل، حيث تؤدي المشروعات الصغيرة إلى تفهم أعمق وتخطيط أكفاء ونجاح أكثر فعالية يقوم به المجتمع نفسه مع زيادة الاعتماد على النفس.
ومنذ تأسست الحركة الكشفية في عام 1907م وهي تولي عنايتها الفائقة بالمجتمع وبالأخص الفتية والشباب ليكونوا مواطنين قادرين على إحداث تغيير في مجتمعاتهم بالشراكة مع المؤسسات المجتمعية باعتبارها حركة تربوية تطوعية وتعمل على إعداد النشئ والشباب في مختلف مناحي الحياة العامة. وبحسب القدرات والإمكانيات المتاحة وعلى ضوء احتياجات المجتمع وانطلاقاً من كونها من أفضل الوسائل لتنشئة الفرد اجتماعياً لأنها تنمي لدية الشعور بالمسؤولية تجاه مجتمعه وتوجه طاقاته في برامج هادفة للفرد والمجتمع.
تعد الحركة الكشفية عملاً تربوياً يهدف بالانتقال من مرحلة التواكل إلى مرحلة الاعتماد على النفس، ومن هذا المنطلق توجد عوامل مشتركة مع تنمية المجتمع ويمكن إذا أحسن استخدامها أن تصبح أداة فعالة جداً لتحقيق الهدف التربوي من الحركة الكشفية، فالتعلم بالممارسة والعمل الجماعي في الطلائع والفرق الكشفية والمساهمة التطوعية.
التنمية المجتمعية عنصر أساسي في الحركة الكشفية حيث ينتفع المجتمع بصورة مباشرة بالمشروعات التي يقوم بها الكشافون تجاه المجتمع من خلال سد الاحتياجات وتحسين الظروف المعيشية والاندماج في المجتمع على أساس القيم التربوية التي تقدم للمجتمع، ولذلك يجب أن ترتبط تلك القيم التربوية مباشرة مع احتياجات المجتمع المحلي الذي يعيشون فيه.
لذا وجب على الكشفية أن تساير ذلك في برامجها وألا تستجيب فقط للاحتياجات والطموحات الشخصية التي تلبي خدمتهم ورغباتهم ولكن يجب أيضًا أن تُعرف على احتياجات المجتمع الذي يعيشون فيه؛ وتحديد ودراسة الاحتياجات الخاصة به، لأنه كما تختلف متطلبات الشباب من بلد الى آخر فإن احتياجات المجتمع تختلف بالمثل من بلد الى آخر.