
زعيمة الحراصية
جسر بين القيادة والطموح :
في زمن تناطح فيه الأمم بعضها ببعض بالعلم والابتكار تبرز سلطنة عمان بمبادرة استثنائية حملت اسم (معًا نتقدم) لتؤكد أن المستقبل يصنع بأيدي أبناءها المخلصين وبشراكات تجمع القيادة بالشباب في حوار مفتوح يلامس هموم الوطن وطموحاته انطلقت هذه المبادرة برعاية مباشرة من صاحب السمو ذي اليزن كمشروع وطني عير جلسات حوارية تناقش تحديات الناشئة وكلنا أمل أن تخرج من الإطار النظري إلى التطبيق العملي ويتم متابعة تنفيذها.
الصراع:
خارج القاعة تقف (أفراح) وهي شابة بعشرينياتها مرتدية عباءة بسيطة وحقيبة مليئة بأوراق) تتجادل مع الحراس:
الحارس: المكان مغلق يا آنسة و القائمة محددة واسمك غير موجود
أفراح (بصوتٍ يرتجف من التوتر لكنه حازم): رسالتي لا تتحمل الانتظار، إنه موضوع يتعلق بالوطن ومرتبط بصديقتي ويجب أن تسمعوا عنها – أرجوك سيدي.
وبعد إصرارٍ ينكسر حاجز الرفض فيدخلونها الحراس بعد اتصال سريع مع منسق الجلسة
الكشف عن الرسالة:
داخل القاعة تتقدم أفراح نحو المنصة تمسك بالمايك وتتحدث عن (صديقتها المخترعة):
جئت لأخبركم عن صديقتي نور وهي حاصلة على براءة اختراعٍ لمشروع كبير فازت بجوائز في أمريكا ألمانيا واليابان ولكن للأسف لم تلقَ أي اهتمام ولا آحد يلتفت إليها واليوم تعرض عليها منحةٌ في أمريكا وعروض أخرى من عدة دول لكنها ترفض لأنها تؤمن ببلدها وأتمنى من كل قلبي أن يحظى اختراعها اهتمامكم المباشر يا صاحب السمو.
رد الفعل:
يسود صمت ثقيل ولي العهد مبتسمًا: “لا لن تذهب نور إلى بلد آخر وستجلس في عماننا إن شاء الله”
تصفيق عاصف يعم القاعة، بينما تلمع في عيني أفراح دمعة أمل.
إصرار أنثوي يكسر حواجز الصمت:
لم تكن افراح مجرد فتاة حاولت اقتحام جلسة مغلقة بل كانت صوتا لضمير وطن يرفض أن تهمل إمكانات أبناءه باصرار استثنائي تحدت كل العوائق لتوصيل رسالة صديقتها نور التي حصدت جوائز عالمية ولكن يكاد لا آحد يعرف عنها في وطنها, هذا التصرف لم يكن تمردا بل شجاعة وطنية نادرة تذكر بأن المواهب لا تعترف بالحواجز وهنا يأتي دور القيادة بفتح الأبواب الموصدة لهذه الطاقات.
تصرف أفراح يجسد نور المبادرة ذاتها فالشباب ليسوا مجرد متلقين بل شركاء في الرقي بالوطن.
الإخلاص :
ان موقف أفراح كان درسا للصداقة الحقيقيه فالصديق ليس من يشاركك الضحك بل من ينتشل اسمك من ظلام الإهمال إلى نور العدالة ولم تتردد في تحمل إحراج المواجهة مع الحرس لأنها آمنت بأن خيانة الصمت أسوأ من خيانة الكلام فالإخلاص للصديق يغذي الإخلاص للوطن والعكس صحيح
رمز التحدي :
كم من كنوز تدفن في الصحراء فقصة نور ليست حالة فردية بل نموذج لازمة ربما تواجه العديد من المبتكرين العرب وفجوة الدعم المحلي مقابل الاغراءات الخارجية وهنا مبادرة معا نتقدم تطرح سؤالا ملحا كم عمانيا يمتلك براءة اختراع وإنجازًا عالميا دون أن يجد من يلتف إليه.
الوطن يبنى بجميع أبناءه:
ما فعلته أفراح ليس مجرد بادرة جميلة بل واجب وطني وهو ما أكدته المبادرة في جوهرها فالأوطان لا تبنى بالموارد المادية فقط بل بالاصرار على إشراك كل الطاقات في رسم مستقبلها .
ففي عالم يتسارع نحو التكنلوجيا تثبت عمان أن لديها من الكفاءات ما يؤهلها لتنافس العالم لكن الشرط الوحيد هو ألا تترك هذه الكفاءات تكادح في صمت .
إن مبادرة معا نتقدم هي بداية طموحه والأمل أن تكون أفراح ونور أولى حلقات سلسة النجاحات التي تثبت موقع عمان كواحة للعلم والعطاء.
الأسئلة تطفو على الشاشة السوداء :
كم (نور) أخرى تعيش بيننا؟ لماذا لا نعرف عنهم شيئًا؟
هل ستكون هناك فرق ميدانية للبحث عن الآنوار المجهولات؟
هل ستكون هناك تسهيلات مالية وقانونية لحماية براءات الاختراع؟
هل ستكون هناك منصات إلكترونية لتحويل الأفكار إلى مشاريع؟
وكم افراح أخرى تحتاج عمان لتعثر على أنوارها؟ والإجابة عند صناع القرار : فكلما فتحتم الأبواب قلت الحاجة إلى الاقتحام
شكرًا لكِ يا أفراح هكذا شباب نفتخر بهم وبإذن الله أن صديقتك لن تحتاج إلى أن تبحث عن دعم خارجٍ عمان طالما هناك قادة تسمع فسيتحقق الوعد .