سلطنة عُمان الحصن المنيع

هلال بن عبدالله العبري
تواجه بلادنا الحبيبة سلطنة عُمان في الآونة الأخيرة حملة إعلامية على وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك بسبب سياساتها المستقلة والمتوازنة في قضايا إقليمية حساسة، كدعمها الثابت للقضية الفلسطينية ، ونهجها الحيادي في الأزمة اليمنية .
فلطالما أكدت سلطنة عُمان على دعمها الثابت للشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، كما دعت إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية ، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية ، الأمر الذي يزعج بعض الدول التي تسعى لإعادة تشكيل المواقف الإقليمية من هذه القضية .
وقد تبنت سلطنة عُمان موقفًا محايدًا من الأزمة اليمنية منذ بداية التحالف العسكري ، و دعت إلى حل سياسي ينهي الصراع ويحقق الأمن والاستقرار في اليمن، و أظهرت دوراً فاعلاً في تهيئة الظروف المناسبة للمفاوضات بين الأطراف المتنازعة إلا أن البعض يرى في الحياد موقفًا غير داعماً لمصالحهم.
و تتسم هذه الحملة الممولة والمدعومة بالتحيز والتضليل ، و تسعى إلى تشويه صورة بلادنا وزعزعة استقراره لتعارض مواقف سلطنة عُمان مع مصالح تلك الأطراف، ومحاولة التقليل من مستوى الإنجازات الإقتصادية للدولة و تحقير التغيرات الاجتماعية التي قامت بها الحكومة خاصة تلك التي تُلامس المواطن بشكل مباشر، مما يستدعي وقفة وطنية مسؤولة لدحض هذه الادعاءات والدفاع عن مواقف سلطنة عُمان.
و يجب على وسائل الإعلام الوطنية التصدي لمثل لهذه الحملات الإعلامية المغرضة وكشف الحقائق للرأي العام،
وهذه الحملة الإعلامية ضد سلطنة عُمان ليست بالجديدة، فهي الموجة الثانية خلال العامين الماضيين بل الثالثة خلال الأربعة أعوام الماضية و تأتي في سياق الضغوط الإقليمية على الدول التي تتبنى سياسات مستقلة، ومع ذلك فإن استقرار الموقف العُماني وثقة المجتمع الدولي بها يجعل من الصعب أن تحقق هذه الحملة أهدافها على المدى البعيد.
ومن الجانب المحلي فسلطنة عُمان نسيج واحد ولحمة واحدة لا يمكن للعدو أن يتخللها ، و تقف صفاً واحداً خلف القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – لدعم جهود الحكومة في الحفاظ على استقرار سلطنة عُمان وتحقيق مصالحها الوطنية، و حتماً ستبوء مثل هذه الهجمات بالفشل كسابقاتها .