الأمل المستحيل ..
مبارك بن سليمان المكدمي
أبي الحبيب، سلاماً لك كثر ما أتعبني غيابك ، سلاما لروحك المرحه التي مازالت تحاصرني في كل الزوايا وكل الطرقات التي سلكتها معك ، لقد انتظرتك طويلا ليلة أمس في فرح ابن أخي ، متأملاً أن تكون بين الحاضرين .
نعم، يا أبي لم تغب عن مخيلتي للحظه واحدة، كنت أطالع وجوه الناس وجهاً وجهاً علّني ألمحك بين الحاضرين، لاسيما كبار السن منهم ، كان حلمي أن أرى وجهك الحاضر الغائب مستجدياً الوقت لأرى طلتك البيهية بينهم لكن للأسف كانت كلها لحظات وهم وضرب من خيال ، كنت أنظر إلى أصحابك واحداً واحداً علّني ألمحك لاطفئ نار شوقي كنت أبحث عنك بينهم لأحضنك لأقلبك لأخبرك أني أفتقدك بقوه، لقد عادت بي الذاكرة طويلا وبذكرياتك العالقه في داخلي ، كنت كلما شاهدت أصحابك أرى وجهك فيهم فأهرع إليهم لأشم ريحك ، لقد تمنيت أن تكون بينهم رغم يقيني بإنها أمنية لن تتحقق؟
لحظات أوجعتني وقلبت معادلة الفرح إلى حزن ممتزجان بين دمعة يرجعها الكبرياء من أن تظهر للعلن وابتسامة مزيفة وكأنك رحلت ساعتها ، حقا يا أبي كنت موجود في عقلي وقلبي وكان طيفك يطوقني من كل صوب وأنا أضحك كذباً في وجه الجميع.
رحمك الله يا أبي يا من افتقدك بقوة رحمك الله وطيب ثراك.