قرارك اختيارك
إبراهيم اليعقوبي
كم نتصور ونتخيل كيف تمشي وتمر بنا الأيام يوما بعد يوم سريعة كأنها لمعة برق، وندرك جميعا ونتفق أن ذلك بتدبير الله سبحانه وتعالى، ولكن هل تصورنا يوما كيف تمر وتمضى بنا الحياة؟
وما دوافع تلك الحياة ومحركاتها وعلام بنيت؟
إنها بنيت وفق قراراتنا واختيارتنا التي كنا سببا في التخطيط والتفكير والترتيب لصنع مستقبلنا وحاضرنا ومسار حياتنا التي نرغب ونريد أن نعيشها بجميع تفاصيلها، ونصل إلى غايتنا وأمنياتنا، ونشق ونزرع ونشيد تلك الأفكار التي قد راودتنا وتلألأت بين أعيننا، ووددنا أن تكون حقيقة تتحقق وتنجز لنا.
إن قرارتنا هي الداعمة لأفكارنا واختياراتنا نحو نضوج عقولنا وعلى ما نريد أن يصنع من إنجازات وإبداعات في مجالات اخترناها وقمنا بمشاركتها عند الآخرين حتى يكتمل البناء، وتنفك العقد، وتنزاح العقبات، ونعمر معا، ونطور مجتمعنا.
إن هذه الحياة واسعة ولها عمق بعيد وأبعاد كبيرة وركائز مهمة يجب علينا أن نعرفها ونهتم بتفاصيلها؛ حتى نقوم بتذليل إعدادها وتسهيلها، الحياة حراك، ويتبعه الجهد والجهد به عراك، والعراك يحتاج قوة وصبرا، فهنا يأتي قرارك واختيارك هل ستواصل العمل أو ستقف مع أول عقبة تواجهك وتحدد مصيرك.
أنت هنا بين تحد صعب يجب أن يكون اختيارك هو الفيصل وهو الحاسم حتى تصل، وعندما تبدأ رغبتك بالنزول إلى أرض التحدي والعراك ثق أن تلك الخطوة هي قرارك، فقرارك جزء من شجاعتك واختيارك، بداية حلم سيصبح بعد فترة حقيقة تعيشها في مجتمعك وأنت بطلها، واعلم جيدا إقدامك وصمودك وصبرك على أي مشقة يعني قوة شخصية وإصرار لتحقيق النجاح، تتبعه الثقة بالنفس التي تؤكد مصداقية قرارك واختيارك وتثبثك بحبل النجاح والنجاة من الكبت والكسل والقوقعة التي قد تدمر حياتك، هذه دورة حياتك اقرأها جيدا، أمعن النظر فيها بعمق ودرِّس وتدارس مكامن قوتها وضعفها حتى تخرج بقرار صائب يحمل مشعل النور لك ولمجتمعك ولمن حولك.
الكثير منا ينظر للحياة أنها صعبة والطموحات مستحيلة والنجاح الأمل به ضعيف ويخاف من الفشل، ولكن لا يعرف أن الفشل يحمل مفتاح النجاح والتكرار يصنع المستحيل مبادرتك وشحذ عزمك وإصدار قرار التحدي والشموخ يرسخ في نفسك حب الاندفاع والانطلاق نحو أهدافك يتخطى كل الحواجز، يكسر ويهدم كل عوائق الشك، يرسم المستقبل ويزيح عنك المحن، لا تقلق ولا تسمح لمشاعرك ووجدانك أن تهتز لمجرد إخفاق بسيط أو عامل إحباط على محيطك، بل كن أنت من يهز كيان كل من يحاول اقتحام ثقتك وزعزعتها، ارتقاءك واعتزارك بثقتك السر الدفين والفكر المنير الملتهب الحماس والذي يجب ألا يقف ويهدأ.
من حولك كثيرون، منهم من يحاول ثني عزمك، وقليل من يشد من أزرك، تحمل وتجاهل الشعور المحبط وتنحٓ عن كل طريق تزعج وتثني شغفك إبداعك طموحك، لا تسمح أن تلمس تلك الإبداعات الفكرية والخطط العبقرية من حاقد وغيور ينوي أن يحطم مستقبلك، ويغرس سم حقده في جسدك، ويرخي عزيمتك وينهش أفكارك ويدفنها في قاع غامض يتلون في لون قاتم معتم مبهم يغطي ملامح كل شيء، بل كن أنت قرارك اختيارك ساري المفعول لا يمل ولا يكل، يصدح بكل قوة في ميادين التحدي والإصرار، ويخترق جبال الصمت والخمول عابرا غير آبه، مستمرا في ديمومته فرحا بإنجازاته وعطاءاته، يسطر للتاريخ إبداعاته ويوثق نجاحاته بأحرف من نور لتكون شاهدا له بين أطياف المجتمع وتحفة تسرق وتأسر كل من نظر إليها.
أخيرا قرارك هو سر عطائك ونجاحك، فتمسك به.