د. رقية الفوري
“لقد رأيت الثقب في سفينتك منذ اليوم الأول للرحلة، ولكنني قررت الإبحار معك ظناً منّي بأن الحب يصنع المعجزات”.
- دوستويفسكي
الإنسان يحيا بالحب بوجود شخص بجانبه يشعره بأهميته في هذه الحياة، فهناك من يهتم له، ويشاركه أفراحه، ويناصفه أحزانه، وربما هو طبعه اجتماعي بالفطرة كما قال ابن خلدون ” في مقدمته، إن الإنسان اجتماعي بطبعه …و هذا يعني أن الانسان فطر على العيش مع الجماعة و تكوين العلاقات مع الآخرين ،فلن يستطيع العيش بدونهم مهما حاول أن يستغني بوسائل الراحة أو الرفاهية عنهم.
نعم كل من يعي الروابط الوثيقة يدرك أن الوحدة ربما هي ألم بطيء مميت.
الحب لدى اليونانيين القدامى درجات، أدناها الحب الجسدي الذي يعتقد فيه أن الإنسان يخلد من خلال ذريته ، بعدها يأتي الحب الروحي وفيه يعشق المحب ذات المحبوب، أما الحب الأفلاطوني فهو الحب الحقيقي الأعلى مرتبة بينهما كما جادل أفلاطون فيه وأعتقد أنه يقوم على الإعجاب بسبب الذكاء أو الفضيلة إذ يسمح بالتواصل على الصعيدين الروحي والعاطفي مما يتيح ديمومة أكثر في العلاقة بدلاً من الجذب الجسدي الذي يعتقد فيه أفلاطون انه لم يكن ضروريًا للحب.
لعلك أدركت يوما أن المعضلات والأزمات لتوحيد القلوب واجتماع الحب و ليلتئم فيها الشمل بعد الشتات ،، فمع كل أزمة نلتحم ونتواصل بعمق لنوسع المساحات ونرسم معا مستقبلا مزهرا نمحو معه ما مضى من إخفاقات .
العلاقات الجيدة التي
يتناغم فيها الأخذ والعطاء، بها تهون الجراح وتقصر المسافات وتنقضي بها الطرق الطويلة،
العلاقات المريحة السهلة الواضحة معالمها بسيطة رغم تفاصيلها المعقدة .
العلاقات الإنسانية الإيجابية بدفئها تداعب المشاعر ما أن تبرد لا تلبث تستفيق ..
العلاقات السليمة التي تكمل القطع الناقصة، لتملأ الفراغات. وتزهو كلوحة فنان خلدها التاريخ..
حلوة العلاقات المتينة
مربوطة بحبل سري مبعثها واحد وأفراحها مترابطة أحاسيسها متشابكة جذورها متداخلة تظمأ لظمئها. وترتوي بارتوائها، ابحثوا عن الأحبة وتمسكوا بهم .
العلاقات القوية سفينة متينة تنقلك لبرّ الأمان، فلا تبحث عن سفينة غارقة ولا تتجاهل الثقب.
