2024
Adsense
مقالات صحفية

وضوح الهدف والرؤية وفهم الرسالة؛ عوامل محورية للتطور الإداري

محمد بن حمد المعولي

تعتبر الإدارة الناجحة في أي منظمة أو مؤسسة خاصة أو عامة؛ تلكم المنظمات التي تضع أهدافاً واضحة في خطتها الإستراتيجية، وأن تكون رؤيتها واضحة، ورسالتها مفهومة؛ وهذه هي الركيزة الأساسية لتحقيق التميز والتنمية المستدامة. لذلك فإن خبراء الإدارة يرون بأن وضوح الأهداف، والرؤية المشتركة، وفهم الرسالة من العوامل الأساسية التي تسهم في توجيه الأفراد وفي تطوير الأداء الإداري. لذا تعتمد المنظمات الناجحة على هذه الركائز لتوجيه موظفيها نحو تحقيق الأهداف الإستراتيجية وتحفيزهم على الابتكار والتميز.

أهمية وضوح الهدف:

إن وضوح الهدف يشير إلى معرفة الأفراد من العاملين بالمنظمة لما يجب تحقيقه، حيث الأهداف الواضحة تساعد في توجيه الجهود الفردية والجماعية نحو تحقيق نتائج محددة. فالأهداف الواضحة والمحددة تساهم بشكل كبير في تحسين الأداء، وتعمل على توجيه الجهود، وفي المقابل فإن العمل دون أهداف واضحة تجعل الأفراد في حالة من التشتت وفقدان الاتجاه؛ مما يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية وفقد الهوية والإنتماء؛ الأمر الذي يقود أيضاً الى إنخفاض الجودة.

دور الرؤية في توجيه الأفراد:

رؤية المنظمة هي أيضا من الأدوات التي يجب الإهتمام بها في المنظمات والمؤسسات، وهي تُعد بمثابة البوصلة التي توجه الأفراد / العاملين نحو المستقبل. كما توفر الرؤية صورة شاملة عن المكان الذي ترغب المنظمة الوصول إليه. ووفقًا لخبراء الإدارة فإن الشركات التي تعتمد على رؤية واضحة وطويلة الأمد تحقق أداءً ماليًا وإداريًا أفضل مقارنة بالشركات التي لا تمتلك رؤية محددة. وعلى سبيل المثال؛ فإن هناك شركات عالمية مثل ( Google) على سبيل المثال تمكنت من تعزيز تطورها الإداري والتكنولوجي بفضل رؤيتها الطموحة نحو “إحداث ثورة في التكنولوجيا وإعادة تعريف تجربة المستخدم”؛ مما دفع موظفيها للعمل على ابتكار منتجات جديدة تخدم هذه الرؤية.

فهم الرسالة، ودورها في تعزيز القيم التنظيمية:

إن فهم الأفراد للرسالة يساعدهم على اتخاذ القرارات التي تتماشى مع تلك قيم المنظمة التنظيمية، كما يعزز الانسجام الداخلي ويقلل من التضارب والتداخل في السياسات الداخلية والصلاحيات. فعلى سبيل المثال، ففي شركة (Google) أيضا تعتبر الرسالة فيها “تنظيم معلومات العالم وجعلها متاحة ومفيدة للجميع” محركًا رئيسيًا لجميع أنشطتها واستراتيجياتها. لذا فإن فهم الرسالة من قبل العاملين يساعد في توجيه الابتكارات وتوحيد الجهود لتحقيق الغاية المنشودة.

ولذلك فإن الشركات والمنظمات العالمية الناجحة في الأسواق العالمية قد إستفادت من جعل أهدافها واضحة جلية، وكذلك دقة رؤيتها وفهم العاملين لرسائلها وفي ذلك نماذج عدة منها:
​1.​شركة ( Microsoft) فقد أعادة صياغة رؤيتها مرات عدة حتى تمكنت من وضع رؤية ملائمة مفهومة للعاملين بها؛ ولذلك فإن إعادة صياغة الرؤية أعطى الشركة دافعًا جديدًا نحو الابتكار في مجال الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، كما ساعدها على تحقيق تطور إداري ومالي كبير.
​2.​شركة (Tesla) فإنها بفضل الرؤية الواضحة في تحويل العالم إلى طاقة نظيفة من خلال السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة، استطاعت هذه الشركة أن تصبح رائدة في صناعة السيارات الكهربائية. وعليه فإن الرؤية الطموحة تلهم الموظفين وتدفعهم نحو تحقيق الابتكارات التي تتماشى مع تلك الأهداف.
​3.​مؤسسة( Mayo Clinic) تعتمد هذه المنظمة على رسالة قوية تتمثل في “الإلهام لتقديم أفضل رعاية صحية للمرضى” إن فهم العاملين لرسالة المؤسسة قد أثر بشكل إيجابي على تقديم خدمات عالية الجودة.

الخلاصة:

إن وضوح الهدف، والرؤية، وفهم الرسالة ليست مجرد شعارات، بل هي عوامل محورية تساهم في التطور الإداري والنجاح المؤسسي. فمن خلال تحديد الأهداف بوضوح، وتوحيد الرؤية بين الأفراد، وفهم الرسالة التنظيمية، تستطيع المنظمات تعزيز الأداء وتحقيق الابتكار. وعليه نطمح بأن نرى مؤسساتنا المحلية سواء كانت العامة منها أوالخاصة أن تعتني بذلك ون تقتدي بمثل هذه المؤسسات العالمية لتحقق التطور والنمو في أعمالها وأيضا لتتمكن من المنافسة العالمية.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights