2024
Adsense
مقالات صحفية

أبرز الأخطاء في تربية الأبناء

د. سعود ساطي السويهري
أخصائي أول نفسي

يسعى كل الآباء والأمهات لتوفير بيئة أسرية آمنة وسعيدة، وفي سبيل ذلك تختلف طرق التعامل مع الأبناء بحسب كل أسرة، وقد لا تكون كل التصرفات والأفعال التي نقوم بها أثناء تعاملنا مع أطفالنا صحيحة ومجدية، وفي كثير من الأحيان قد نتبع أساليب ووسائل يمكن وصفها بأنها خاطئة أو ذات نتائج عكسية في بعض الحالات، ونحن نظن أننا نقوم بتربية أطفالنا وفعل ما هو في صالحهم وضروري لتربيتهم وتنشئتهم، وانطلاقًا من هذا يجب التعرف على أهم الأساليب التربوية الخاطئة وهي الأكثر شيوعاً في تعامل بعض الأسر مع أطفالهم :
– التسلط التربوي: وهو أسلوب يقوم على قمع الطفل وتحديد سلوكه بطريقة صارمة وحادة .

– المسايرة: فالطفل قد يستخدم أساليب مثل البكاء والغضب أو العناد للحصول على بعض المكاسب مقابل تجنب غضبه أو بكائه، ويجب في هذه الحالات عدم مسايرة الطفل وتعويده على الانتهازية.

– التدليل: فبعض الأهل لا يحملون طفلهم أي مسؤوليات ويجعلونه يتكل عليهم في كل واجباته ومهامه، وهي طريقة خاطئة في التربية تجعل الطفل بشخصية اتكالية لا يتمكن من الاعتماد على نفسه فهو طفل مدلل وطلباته مستجابة على الدوام.

– الإهمال: مثل الإهمال العاطفي أو الصحي او التعليمي أو التربوي وما ينتج عنه من سلبيات تربوية.

– المبالغة في العقاب والثواب: فيجب أن يتناسب حجم كل من الثواب أو العقاب مع الفعل الذي قام به الطفل وعدم المبالغة فيهما حتى لا يفقد أي منهما قيمته التربوية. وهناك أشياء تفقد الطفل الثقة بالنفس: مثل القمع أو نعته بالفشل أو السخرية من سلوكه واقتراحاته ورغباته أو إهماله عاطفيًا أو تحميله مسؤوليات أكبر من طاقته.

– ويوجد في العملية التربوية بعض الضرورات التي تتوقف عليها تنشئة الطفل بطريقة سوية ومرضية، واكتمال وتحقيق الهدف التربوي في أي من مجالاته، وهذه الضرورات هي من الحاجات الطبيعية المشتركة بين جميع الأطفال على اختلاف أجناسهم أو بيئتهم العائلية أو حتى ثقافتهم الاجتماعية، ومن هذه الضرورات:

– إتاحة الفرصة للطفل ليتمكن من اللعب، وإتاحة الحرية لهم للتعبير عن أنفسهم، وإفساح المجال للتجربة والتعلم من الخطأ، وفهم الفروق الفردية بين الأطفال.

وخلاصة الأمر : إن عملية التربية وتنشئة الأطفال هي عملية شائكة معقدة وبسيطة في نفس الوقت، وفي تحديد الأسلوب التربوي الأنسب الذي يجب اتباعه في التعامل مع الطفل نواجه صعوبات وعراقيل عدة أهمها معرفة المجال الذي نريد تنشئة الطفل فيه، والهدف أو الغاية التربوية التي نرغب بتحقيقها من خلال استخدام هذا الأسلوب التربوي، هنا بالتحديد تبدو ضرورة التعرف على معنى التربية بمفهومها العام ومن ثم التعرف على أنواع التربية المرتبطة بأهدافها هذا بالإضافة لأهم الأخطاء التربوية التي يمكن أن نقوم بها دون علمنا وإرادتنا، للوصول أخيرًا لتحقيق هدفنا التربوية وغايتنا تجاه أطفالنا.

وينبغي العلم أيضًا أن الإنسان سواء أكان ابنًا أو أبًا أو معلمًا أو مسؤولًا هو كائن إنساني لا يعيش بمعزل عن الآخرين، وهو كائن اجتماعي بطبيعته، يسعى لمعاملة حسنة وأسلوب راقي، كما أن تأكيد الذات واكتساب الشخصية وضبط السلوك وإشباع الحاجات لا يتم الحصول عليه إلا من خلال المعاملة الإيجابية وتكوين المعاني السامية في شخصيته، ومن خلال المواقف المختلفة التي يتعرض لها، وأولها وأساسها ما يتم معاملته به أثناء تنشئته الاجتماعية الأولى في محيط أسرته.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights