2024
Adsense
مقالات صحفية

الطفل

إبراهيم اليعقوبي

الطفل، تلك النعمة والروح البريئة التي يرزقنا الله بها في هذه الحياة، لنسعد ونفرح ونقوم برعايته حتى يكبر ويكون جزءً من مجتمعنا، يشارك في بنائه، يعمره ويرفع أعمدته ويقوي أساسه ويبني نهضته، فيجب علينا تجاه ذلك الطفل التنشئة الصحيحة، والتعليم السليم، والبذل في تربيته، وتلقينه لعلوم دينه وأخلاقه وواجباته تجاه أهله ومجتمعه؛ لأن هذه الطفولة البريئة هي في طورها الأول، ونشأته الجديدة حيث يسهل تشكيله وتدبيره وتوجيه، وعليه: فإنه يجب أولاً ترتيب حقوقه من توفير السكن والملبس والمأكل والحياة الطيبة، والحماية التي تجعله يتربّى على الأخلاق والعادات الطيبة والسليمة، وينشأ نشأة صالحة، يجب أن تُراعى مشاعره ويُحترم حقه ويُعطى مساحته للّعب للتعبير عن رأيه لاختيار ما يحبّ وما يكره ويوجَّه إذا أخطأ، الطفل عبارة عن روح تُقاد، ونفسٌ تريد التحكم، والإدارة الحسنة يجب أن يحسها ويعيشها ويعيها، ويجب أن يُراعى وضعه ومكانته وتُحفظ له حقوقه، تُراقب تصرفاته، يُكافأ على إنجازاته، تُرسم الابتسامة في وجهه ويتم تشجيعه لينجز ويبتكر. إعطاؤه مساحات ليعبّر عن تطلعاته، يشارك في مناسبات المجتمع، ويدمج معهم حتى يكتسب ويتشرب العادات والتقاليد، ويكون ذو شخصية قوية وجرأة ومكانة وهيبة وقدر بين أفراد المجتمع. يتربى على مجالس العلم والحكمة والرأي السديد، هنا أنت صنعت طفولته واحترمت حقوقه وأخرجت منه شخصية تبني وترفع هذا الوطن، وبنيت أسرة تحمي وتربي وتنشئ أجيالاً للمستقبل تبهرك بإنجازها، تفخر بعطائها، هكذا يكون حق الطفل، الطفل نعمة وهِبة أُعطيت لنا لتكون نوراً لدروبنا في هذه الحياة، قناديل مضيئة مليئة بالبركة والخيرات والسعادة، فرحة وبهجة ترسم في بيوتنا، وهو زهرة تنبت الحب والألفة، يجب تربيته والاعتناء الجيد به، وزرع الثقة والمحبة والاعتماد فيه حتى يترعر وينبت نباتاً حسناً.
الطفل جوهرة بريقها يزداد كلما وجد الاهتمام والرعاية، فلا تسلب منه ذلك الجانب المشرق والمتجدد، ولا تحرمه من لحظة اختارها ليجدد نشاطه وفكره، بل اترك له مساحات شاسعة يتنفس ويخرج طاقته الإيجابية التي بين جسده، دعه يشرح ويعبّر بفكره الراقي والنظيف والصافي، الذي حين يشعر بالأمان والثقة منك سيعبّر عن جميع ما يدور في خاطره، فهو لا يريد الكبت، ولا يريد التوبيخ، بل يريد فتح باب الأمل والمستقبل له حتى يستقر ويبني ويعمّر ويطوّر. الطفل يملك الكثير والكثير من الأفكار الإبداعية، ويريد إظهارها، ولكنه عندما يحسّ أو يشعر بعدم الاهتمام، سيفقد كل تلك الأفكار، وسيحبط ويخجل أن يبوح ويُخرج ما كان يملك من إبداعات، فانتبه لهذه المرحلة، ولسنّه وطفولته، فهي حرجة وصعبة تحتاج إلى صقل وتدريب طويل وصبر ومثابرة لكي تكون كما خططت ورسمت، الطفل في هذه المرحلة شعلة نشاط، وفي مرحلة شق واكتشاف لهذا العالم المليئ بالأشياء والعجائب والمفاجآت، يريد أن يعرف أدق التفاصيل فيها، ويكتشف كل ثغرة كيف ومتى ومن أين ليبدأ رحلة الإبداع والإبهار والتقصّي وفكّ شفرة ورموز ذلك العالم، ويحلل كل نقطة وزاوية حسب ما هو يرى ويتصور، وحتماً سيبدع وسترى منه الكثير، وسيبهرك فلا تعجل عليه، وحِلمك عليه، ودعه يفرغ كأسه المملوء بالإبداع، فهو يعرف طريقه جيداً إذا تم توجيهه بشكل صحيح. وأخيراً، احرص أن يكون طفلك مصدر سعادتك ومستقبلك المشرق، الذي يمدك بالأمل والابتسامة التي طالما تمنيتها في حياتك.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights