السبت: 19 أبريل 2025م - العدد رقم 2525
Adsense
مقالات صحفية

خميس في ذمة الله..

 

بدرية بنت حمد السيابية

الجميع فرح بقدوم عيد الفطر المبارك بين الأهل والعائلة، يتبادلون الزيارات والتحايا ويهنئون بعضهم بعضا. انقضى اليوم الأول والثاني والثالث ويأتي رابع العيد بخبر ينزل على مسمع الجميع كالصاعقة، تنشر خبر محزن، شاب يفقد حياتة متأثرا بنزيف داخلي إثر تعرضه لدهس من ثور يزن فوق ٨٠٠ كيلو بلحمه وشحمه، ويقضي على روح الفقيد “خميس”، هذا الشاب الخلوق رحل عن الدنيا بقضاء الله وقدره. يا له من خبر يصدم الجميع، وانتشرت قصة هذا الشاب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وبعضهم تحدث عن سبب وفاته والقلوب حزينة لفراقه.

أنا هنا لن أتحدث عن تفاصيل ذهابه ووصوله إلى مكان ما يسمى” مهرجان النيروز”، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه مناطحة الثيران أليست محرمة؟ للأسف تجد هناك فئة من الناس تخطط وتمارس هذه العادة في أماكن مختلفة في ولايات السلطنة، حيث تعتبر مناطحة الثيران ليست وليدة اللحظة بل كان لها زمانها ومكانها وحضور جماهير غفيرة وهم يستمتعون ويشجعون هذه الحيوانات المسكينة وهي تقاتل بعضها بعضا، هذه من العادات السيئة التي لا تجوز لأن كل إضرار بحيوان أمر غير مباح شرعا، ولقد أباح الله سبحانه وتعالى الانتفاع بالحيوانات.

حيث جاءت بنوده متوافقة إلى ما دعت إليه الشريعة الإسلامية من ضرورة الرحمة بهذه الحيوانات والرفق بها؛ وقد نصت المادة (3) الثالثة من الباب الثاني من اللائحة المذكورة على أنه: يقع صاحب الحيوان تحت طائلة العقوبات المنصوص عليها إذا قام بأي من الأعمال الآتية، وقد ذكر من ضمنها البند رقم (4) الذي نص على (استخدام الحيوانات بصورة منافية لطبيعتها في أداء العروض الفنية أو الترفيهية كحلبات المصارعة والسيرك)؛ لكن مما يؤسف له أن هذا البند لم يتم تطبيقه على أرض الواقع حتى الآن؛ رغم صدوره منذ ما يقرب من سنتين؛ حيث لا تزال مناطحة الثيران تقام في حلبات المصارعة.

فإلى متى تستمر هذه الممارسات غير المرغوب فيها في بلادنا؛ فنحن شعب معروف ذو رحمة ورأفة رغم أنه بعضهم يرفض أن تمنع ممارسة “مصارعة الثيران”، فإن كان لا بد من إقامتها؛ ألا توجد حلول بديلة في هذا الأمر عند عمل نفس هذه المهرجانات؟! أتمنى من الجهات المختصة المتابعة والتنظيم إن كان الأمر مسموحا من خلال زيارة الموقع والتأكد من عمل كل الوقائيات اللازمة أو عمل مكان خاص ويكون بعيد عن المباني السكنية وعمل مدرجات، ولا يمنع توفير سيارات الإسعاف حتى يسعفوا المصابين في حالة هجوم هذه الحيوانات نحو الجمهور لا قدر الله.

رحم الله “خميس الفجري”، ويعوض الله شبابه في الجنة، ويصبر ذويه عن فقدان ابنهم.
إنا لله وإنا إليه راجعون.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights