بيت السرح: معلم من معالم التراث العماني الأصيل ومقصد سياحي فريد

عمر الفهدي
يُعد بيت السرح واحدًا من المعالم التراثية العمانية الأصيلة، حيث يجسد روح الماضي العريق والتقاليد المتوارثة عبر الأجيال. يقع هذا البيت في قلب الجبل الأخضر، وهو يشتهر بصناعة ماء الورد العماني النقي، الذي يُستخرج بأساليب تقليدية تعكس مهارة وحرفية الأجداد.
موسم تقطير ماء الورد: احتفال بالطبيعة والتراث
مع بداية موسم عصار ماء الورد، تنبض الحياة في الجبل الأخضر، ويصبح المكان وجهة مفضلة للسياح من داخل السلطنة وخارجها. تُعد هذه الفترة من أجمل المواسم في المنطقة، حيث تتفتح زهور الورد العماني العطرية، ويجتمع الأهالي لقطفها وعصرها بأساليب يدوية تقليدية، مما يمنح الزوار فرصة نادرة لمشاهدة هذه العملية التراثية عن كثب.
وجهة سياحية تجمع بين الأصالة والجمال:
يستقطب بيت السرح السياح العمانيين والأجانب الذين يأتون لاكتشاف أسرار صناعة ماء الورد، والاستمتاع بجمال الطبيعة الساحرة التي يتميز بها الجبل الأخضر. كما يُعد الموسم فرصة لتعزيز السياحة البيئية والثقافية، حيث يمكن للزوار التجول بين الحقول المزدهرة، والتعرف على طرق استخراج ماء الورد، وحتى شراء المنتجات التقليدية المصنوعة بعناية.
تراث متجذر ومستقبل واعد:
لا يقتصر دور بيت السرح على كونه مَعْلمًا سياحيًا فحسب، بل يمثل جزءًا لا يتجزأ من الهوية العمانية والتراث الثقافي الغني. وبفضل جهود القائمين عليه، تستمر هذه الحرفة الأصيلة في الازدهار، لتبقى شاهدة على تاريخ الجبل الأخضر، وحافظة لعاداته وتقاليده الأصيلة.
عصر الماء الورد:
يوضع به ما بارد وذلك حتى يساعد على أن يتكثف ماء الورد ويتحول من بخار إلى قطرات تسقط في الصحلة، ويتم استدال هذا الماء بين الحين والآخر كلما ارتفعت حرارته وكذلك تعبئة البر الرمة بالورد ومراقبة الصحلة وبعد أن تنتهى هذه العملية التي تتكرر كل نصف ساعة. يتم بعدها استخراج ماء الورد. ووضعه في وعاء من الفخار يسمى الحين الذي يجمع في الحرص وكلاهما مصنوع من الفخار لمدة شهر تقريبا – وبعد ذلك تتم تصفيته ووضعه في ف زجاجات
الختام:
ومع حلول كل عام، يبقى موسم تقطير ماء الورد في الجبل الأخضر رمزًا للجمال والتقاليد العمانية العريقة، وموعدًا ينتظره عشاق التراث والطبيعة على حد سواء.